هل ينتقل القولون العصبي بالوراثة؟

0
178
القولون العصبي

البحث العلمي لم يُثبت بشكل قاطع أن القولون العصبي مرض وراثي بحت، ولكن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن هناك ارتباطًا جينيًا قد يكون له دور في تطور هذا الاضطراب، والدراسات الحديثة تشير إلى أن الوراثة قد تؤثر على قابلية الشخص للإصابة بالقولون العصبي، لكن هذا التأثير ليس قويًا بما يكفي ليعتبر عاملًا رئيسيًا.

وفي الواقع، لا يوجد جين واحد محدد يسبب القولون العصبي، ومع ذلك تشير بعض الأبحاث إلى أن هناك جينات متعددة يمكن أن تساهم في ظهور المرض، وهي ما يُطلق عليها “الجينات متعددة التأثير” أو “البوليجينات”، وهذه الجينات ليس لها تأثير كبير بمفردها، ولكن عندما تتفاعل مع بعضها البعض أو مع عوامل بيئية معينة، يمكن أن تُسهم في ظهور أعراض القولون العصبي.

الوراثة والقولون العصبي

القولون العصبي

الدراسات المتعلقة بالوراثة

بعض الدراسات التي أُجريت على التوائم تشير إلى أن احتمالية تطور القولون العصبي تكون أعلى لدى التوائم المتطابقة الذين يعاني أحدهم من الاضطراب، مقارنة بالتوائم غير المتطابقة، ولكن رغم ذلك، تشير الدراسات أيضًا إلى أن نسبة هذه الحالات تكون أقل من 20%، مما يعني أن العوامل الوراثية ليست العامل الوحيد وراء حدوث القولون العصبي.

أظهرت دراسة أجريت في 2014 أن الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (مثل الأباء والأمهات أو الأشقاء) يعانون من القولون العصبي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 2-3 مرات مقارنة بالأشخاص الذين لا يوجد لديهم تاريخ عائلي للمرض، ومع ذلك لم يكن لهذه الدراسة قدرة على تحديد الجينات المسؤولة بشكل قاطع عن الإصابة.

العوامل البيئية والنمط الحياتي

بالإضافة إلى العوامل الوراثية المحتملة، تلعب العوامل البيئية والنمط الحياتي دورًا كبيرًا في الإصابة بالقولون العصبي، ومن أبرز هذه العوامل: التوتر النفسي، حالات الإصابة بالعدوى المعوية، تناول الطعام الغني بالأطعمة المسببة للتحسس، والضغط النفسي في فترات معينة من الحياة.

يعتقد العلماء أن التفاعل بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية قد يسبب التغيرات الوظيفية في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض القولون العصبي، وعلى سبيل المثال، قد تؤدي تجارب الحياة المبكرة مثل الصدمات النفسية أو القلق المستمر إلى تغييرات في طريقة تفاعل الدماغ مع الأمعاء، مما يسهم في تفاقم الأعراض.

ماذا يمكن أن يعني ذلك للوقاية والعلاج؟

من أجل التعامل مع القولون العصبي، من المهم أن تكون الوقاية والعلاج موجهين نحو تقليل تأثير العوامل التي يمكن التحكم فيها، وتحسين النظام الغذائي، تقليل مستويات التوتر، وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يكون له تأثير كبير في تقليل أعراض القولون العصبي.

على الرغم من أن البحث لم يُظهر بعد سببًا وراثيًا مؤكدًا لهذا المرض، إلا أن بعض الأدوية والعلاجات التي تستهدف تحسين التواصل بين الدماغ والجهاز الهضمي قد تساعد في تخفيف الأعراض، وكما يُنصح الأشخاص الذين يعانون من تاريخ عائلي للإصابة بالقولون العصبي بالتوجه للطبيب لتحديد خطة علاجية فردية.

شاهد أيضاً: 

بما يشعر المصاب بالقولون العصبي؟
الأطعمة المسموحة لمرضى القولون العصبي
العلاج الأسرع لألم القولون العصبي
كيف تعرف أنك تعاني من القولون العصبي؟