السعال الناتج عن الحموضة هو حالة شائعة تحدث عندما يتسبب الارتجاع الحمضي، أو ما يعرف بالحموضة، في تهيج الحلق والمريء، مما يؤدي إلى السعال.
ويمكن أن يكون هذا السعال مزمنًا إذا لم يتم معالجته، وقد يسبب الإزعاج المستمر لمن يعانون منه، وفي هذا المقال، سنستعرض أسباب السعال الناتج عن الحموضة، تأثيراته على الصحة، بالإضافة إلى سبل العلاج الفعالة.
-
ما هو السعال الناتج عن الحموضة؟
الحموضة، أو الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، هي حالة طبية تحدث عندما يعود حمض المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى تهيج الأنسجة، وفي بعض الحالات، قد يصل الحمض إلى الحلق والمجاري التنفسية، مما يسبب تهيجًا يؤدي إلى الكحة، ويُعرف هذا النوع من السعال أحيانًا بـ “السعال الحمضي” أو “السعال الناتج عن الارتجاع”.

-
أسباب السعال الناتج عن الحموضة
السعال الناتج عن الحموضة يحدث نتيجة لتأثير حمض المعدة على الحلق والمريء، ويتسبب الارتجاع الحمضي في حدوث العديد من المشاكل، من بينها:
- التهيج المباشر للمجرى التنفسي: عندما يرتد الحمض إلى المريء ثم يصل إلى الحلق والمجاري التنفسية، يسبب التهابًا وتهيجًا في الأنسجة مما يؤدي إلى السعال.
- التحفيز العصبي: يمكن أن يؤدي الحمض الذي يصل إلى الحلق إلى تحفيز الأعصاب في المنطقة، مما يسبب السعال كرد فعل طبيعي للجسم.
- تدهور وظائف الحلق: مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الارتجاع المستمر إلى ضعف عضلات الحلق والمريء، مما يجعل السعال أكثر شيوعًا وألمًا.
-
الأعراض المرتبطة بالسعال الناتج عن الحموضة
بجانب السعال المتكرر، قد تشمل الأعراض الأخرى المرتبطة بالحموضة:
- حرقة المعدة: إحساس بالحرقان في منطقة الصدر والمعدة، وهو العرض الرئيسي للحموضة.
- بحة الصوت أو التهاب الحلق: بسبب التهيج الناجم عن الحمض.
- صعوبة في البلع: نتيجة لتلف المريء.
- طعم حامض في الفم: نتيجة رجوع الحمض إلى الفم.
-
التأثيرات الطويلة الأمد للحموضة
إذا لم يتم علاج السعال الناتج عن الحموضة، قد تتفاقم الحالة وتؤدي إلى مشاكل صحية أكثر خطورة مثل:
- التهاب الحنجرة: الحموضة المزمنة يمكن أن تؤدي إلى التهاب في الحنجرة وصعوبة في التنفس.
- التليف الرئوي: في الحالات الشديدة، قد يؤدي الارتجاع الحمضي المزمن إلى مشاكل في الرئتين، مثل التليف.
- سرطان المريء: الارتجاع الحمضي المستمر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان المريء.
-
كيفية علاج السعال الناتج عن الحموضة
لحسن الحظ، يمكن علاج السعال الناتج عن الحموضة باستخدام عدة طرق، ومنها:

- تغيير النظام الغذائي: تقليل الأطعمة التي تساهم في زيادة الحموضة مثل الأطعمة الحارة، الحمضية، والمقليات.
- استخدام مضادات الحموضة: الأدوية التي تساعد في تقليل إنتاج الحمض مثل مثبطات مضخة البروتون (PPI) ومضادات الهيستامين.
- الاستلقاء بعد الأكل: تجنب الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام، حيث يمكن أن يزيد ذلك من فرص الارتجاع.
- مضادات السعال: يمكن أن يصف الأطباء أدوية للسعال لتقليل الأعراض المرتبطة به.
- الجراحة: في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الطبي، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لتحسين وظيفة المريء.
-
الوقاية من السعال الناتج عن الحموضة
من أفضل الطرق لتقليل خطر السعال الناتج عن الحموضة هي الوقاية من الارتجاع الحمضي نفسه، ولتحقيق ذلك، يمكن اتباع النصائح التالية:
- تناول وجبات صغيرة: يساعد تناول وجبات صغيرة ومتكررة في تقليل الضغط على المعدة.
- عدم تناول الطعام قبل النوم: يجب تجنب تناول الطعام في الساعات التي تسبق النوم.
- تجنب التدخين والكحول: هذه العوامل يمكن أن تزيد من أعراض الحموضة.
-
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا كنت تعاني من السعال المزمن المصحوب بأعراض الحموضة مثل حرقة المعدة أو بحة الصوت، يجب عليك زيارة الطبيب، والعلاج المبكر يمكن أن يمنع تطور الحالة إلى مشاكل صحية أكبر.
شاهد أيضاً:
متى يصبح السعال مؤشرًا لمشكلة صحية خطيرة؟
كيف تميز بين السعال التحسسي والسعال العادي؟
هل يمكن أن يكون السعال المزمن علامة على السرطان؟
هل السعال الشديد يضر الرئة؟