السعال هو رد فعل طبيعي للجهاز التنفسي، حيث يقوم الجسم بطرد الهواء بشدة من الرئتين بهدف إزالة الملوثات أو المهيجات مثل الغبار، أو المخاط، أو الميكروبات، ورغم أن السعال يمكن أن يكون مزعجًا ومؤلمًا في بعض الأحيان، فإنه يعد آلية دفاعية لحماية الشعب الهوائية والرئتين من أي جسم غريب قد يتسلل إليها، ومع ذلك فإن السعال يمكن أن يكون له أسباب متعددة تتراوح بين الإصابة بالعدوى، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، وبين التفاعلات التحسسية التي قد تنجم عن مواد معينة تعرف بالمواد المثيرة للحساسية.
بينما قد يبدو السعال الناتج عن العدوى والسعال الناجم عن الحساسية متشابهين في بعض الأعراض، إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما، وفهم هذه الفروق يمكن أن يساعد الأشخاص في تحديد السبب الحقيقي وراء السعال واتباع العلاج الأنسب، وفي هذا المقال، سنتناول الفرق بين السعال الناتج عن الحساسية والسعال الناتج عن عدوى، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع كل نوع بطريقة فعّالة.
الفرق بين السعال الناتج عن الحساسية والسعال العادي:
السبب الرئيسي:
- السعال التحسسي (حساسية): يحدث السعال التحسسي نتيجة لتفاعل الجهاز المناعي مع مواد معينة تُعرف بالمواد المثيرة للحساسية مثل غبار الطلع (اللقاح)، ووبر الحيوانات، والغبار، والعفن، وغيرها، وعند ملامسة هذه المواد، يفرز الجسم مواد كيميائية مثل الهيستامين، مما يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية والسعال.
- السعال العادي (العدوى): يكون ناتجًا عن الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا، والتي تؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي، وفي هذه الحالة، يتم إنتاج المخاط الزائد في الأنف والحنجرة، مما يسبب السعال.
طبيعة السعال:
- السعال التحسسي: غالبًا ما يكون سعالًا جافًا، أي أنه لا يُنتج مخاطًا أو بلغمًا، وفي بعض الأحيان قد يصاحبه حكة في الحلق أو الشعور بالوخز.
- السعال العادي: قد يكون سعالًا مصحوبًا بالمخاط أو البلغم، خاصة إذا كان ناتجًا عن عدوى في الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد أو الالتهابات الفيروسية، ويمكن أن يكون السعال مصحوبًا أيضًا بحمى أو أعراض أخرى مشابهة للإنفلونزا.
مدة السعال:
- السعال التحسسي: يمكن أن يستمر السعال لفترة طويلة تصل إلى أسابيع، خاصة إذا كانت الحساسية مستمرة بسبب التعرض الدائم للمثيرات، وعادةً ما يزداد السعال أثناء موسم الحساسية (مثل الربيع أو الخريف) أو عند التعرض للحيوانات أو الملوثات.
- السعال العادي: في حالة العدوى الفيروسية أو البكتيرية، يستمر السعال عادة لفترة قصيرة، تتراوح من بضعة أيام إلى أسبوعين، ويختفي بشكل تدريجي بمجرد تعافي الجسم من العدوى.
الأعراض المصاحبة:
- السعال التحسسي: يصاحبه غالبًا أعراض أخرى مثل سيلان الأنف واحتقان الأنف والعيون الدامعة والعطس والحكة في الجلد أو الأنف أو العينين.
- السعال العادي: يرافقه عادة أعراض مرضية مثل الحمى والقشعريرة والتعب والتهاب الحلق والصداع وهي أعراض مرتبطة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية.
التعامل والعلاج:
- السعال التحسسي: يعتمد العلاج على تجنب المواد المسببة للحساسية، مثل اللقاح أو الغبار، وقد يتم استخدام الأدوية مثل مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف الستيرويدية لتخفيف الأعراض.
- السعال العادي: عادة ما يتم العلاج من خلال الراحة وتناول الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض مثل مسكنات الألم أو أدوية مضادة للفيروسات أو البكتيريا، حسب نوع العدوى.
التوقيت والموسمية:
- السعال التحسسي: يزداد بشكل ملحوظ في مواسم معينة عندما يكون التعرض لمواد مثيرة للحساسية مرتفعًا، مثل موسم اللقاح في الربيع، وقد يظهر السعال طوال السنة عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية دائمة مثل حساسية الغبار أو شعر الحيوانات.
- السعال العادي: غالبًا ما يرتبط بتغيرات الموسم، خاصة في فصل الشتاء أو الربيع، حيث تنتشر العدوى الفيروسية في هذه الفترات.
شاهد أيضاً:
السعال وأنواعه كل ما تحتاج معرفته
علاجات سحرية لتخفيف السعال
أبرز الوصفات الطبيعية لعلاج السعال
