مع اختتام أسبوع باريس للموضة، تتّضح الملامح الرئيسية لاتجاهات الأزياء التي ستُهيمن على ربيع وصيف 2026. وعلى مدار أيام الحدث، خطفت باريس أنظار عشاق الموضة حول العالم، لتقدّم عروضاً حملت مزيجاً فريداً من الإبداع والتجديد، رغم التغييرات الكثيرة في مناصب المدراء الإبداعيين لدى العديد من الدور العالمية.
شانيل: البوكليه الكلاسيكي بروح عصرية
أثبت ماثيو بلازي لدى شانيل Chanel أن التجديد لا يعني التخلّي عن الأصالة. فقد قدّم تاييرات البوكليه الأيقونية باللونين الأبيض والبرتقالي، بتصاميم تمزج بين الكلاسيكية والطابع العصري، لتجسّد هوية الدار الخالدة بأسلوب جديد ومفعم بالحيوية.
البيئة في قلب الموضة
لم تغب المسؤولية البيئية عن العروض الباريسية، حيث تصدّرت ستيلا مكارتني Stella McCartney المشهد بتقديم مجموعة متكاملة من الأزياء المصنوعة من خامات معاد تدويرها بنسبة تقترب من 100%. حتى الريش والترتر كانا نباتيين بالكامل، ما جعل عرضها مثالاً يُحتذى في دمج الأناقة مع الوعي البيئي، دون التنازل عن الفن أو الجمال.
الثمانينات تهيمن على المنصات
كان لعقد الثمانينات حضور طاغٍ على أغلب العروض، حيث استلهمت سان لوران Saint Laurent بقيادة أنطوني فاكاريلو روح تلك الحقبة في إطلالات قوية تضجّ بالأنوثة والجرأة: جاكيتات جلد عريضة الكتفين، بلايز منفوخة الأكمام، وتنانير ضيقة أنيقة. وتكرّر المشهد ذاته في عروض درايز فان نوتن وأكني ستوديوز، ليؤكد المصممون أن الأناقة القديمة لا تموت بل تُعاد ولادتها بروح جديدة.
الألوان الترابية: المفاجأة الهادئة
خلافاً لما هو متوقّع لعروض الربيع والصيف، هيمنت الألوان الترابية على كثير من المجموعات، وقدّمت أوما وانغ Uma Wang عرضاً مستوحى من تماثيل عصر النهضة، فظهرت تدرجات البيج والبني والكاكي والرمادي كلغة لونية تجمع بين الرقي والهدوء، لتعبّر عن فخامة بسيطة الطابع.
الإبداع العربي يسطع في باريس
من بين العروض التي نالت إعجاب الحضور، تألّق اسم إيلي صعب Elie Saab الذي استمرّ في تقديم مزيج من الأناقة العملية والفخامة الراقية. ركّز صعب هذا الموسم على الطابع الرياضي العصري مع لمسات مستوحاة من الثمانينات، مقدّماً تنانير عالية الخصر وبلايز حريرية مطبّعة بالنقوش البرية وبليزرات عريضة الكتفين، ليؤكد أن الأناقة اليومية يمكن أن تكون بقدر فخامة السهرات.
باختصار، أظهر أسبوع باريس للموضة 2026 أن الجمال لم يعد منفصلاً عن الأخلاق البيئية أو الرؤية الفنية. فقد جمعت العروض بين الحنين إلى الماضي والابتكار المستقبلي، في لوحة متكاملة من الإبداع، تَعِدنا بموسم مفعم بالأناقة الواعية والتنوّع الأخّاذ.
