تحمل المرأة في الإسلام مكانة عظيمة ومهمة، حيث يُعتبر احترامها ورعايتها من أسس بناء المجتمع الصالح. ومن المعروف أن الإسلام يُعلّمنا القيم النبيلة والأخلاق الحميدة التي ينبغي على المؤمنين اتباعها في حياتهم اليومية.
ومع ذلك، فإن هناك مجموعة من المحرمات التي يُحذر منها في الإسلام، والتي قد يقع بعض النساء فيها دون علم بخطورتها أو نتائجها السلبية على الفرد والمجتمع. إن الالتزام بتعاليم الدين والابتعاد عن هذه المحرمات يعتبر واجبًا دينيًا ومسؤولية فردية واجتماعية.
في هذا المقال، سنستعرض ثماني محرمات شائعة ينبغي على النساء تجنبها وتحريمها في الإسلام، مع توضيح خطورتها وأثرها على الفرد والمجتمع. ونسعى من خلال ذلك إلى توعية النساء بأهمية الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية والتزام الشرائع الإسلامية في حياتهن اليومية، لتحقيق السعادة والرضا في الدنيا والآخرة.
8 محرمات في الاسلام تفعلها النساء
1- إلحاح بعض النساء على الأزواج لاستقدام خادمة أو مربية غير مسلمة
إن استقدام خادمة أو مربية غير مسلمة قد يكون موضوعًا مثيرًا للجدل في بعض المجتمعات الإسلامية، ويمكن أن يثير قضايا متعلقة بالدين والثقافة والتربية. تعتبر هذه المسألة من بين القضايا التي تطرح التحديات والتساؤلات العديدة بشأن العقيدة والأخلاق وتأثيرها على نمو الأطفال.
في بعض الأحيان، يقوم بعض الأزواج بالإصرار على استقدام خادمة أو مربية غير مسلمة، وقد يفضلون ذلك عند عقد النكاح، مما قد يؤدي إلى تعريض الأطفال لتأثيرات وتجارب غير مسلمة في بيئتهم المنزلية. ومن المعروف أن التربية والتعليم في سن مبكرة تلعب دورًا حاسمًا في تكوين شخصية الفرد ومفهومه للعالم والقيم.
لذا، يجب على الأهل أن يكونوا حذرين ومدركين للتأثيرات السلبية التي قد تنتج عن هذا الاختيار، والعمل على إيجاد حلول بديلة تتوافق مع القيم والمبادئ الدينية للأسرة الإسلامية. فالتربية الإسلامية والمحيط الثقافي المسلم يمكن أن يسهما في تكوين شخصية أطفال قوية ومتزنة، تستند إلى القيم الإسلامية وتحترم العقيدة والأخلاق المحمدية.
وبالتالي، يجب على الأزواج التفكير بعناية في الخيارات التي يتخذونها بشأن تربية أطفالهم، والسعي لضمان توفير بيئة مناسبة تسهم في نموهم الشامل وتطويرهم الإيجابي، مع الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي ومبادئه السامية.
2- عدم الاهتمام بإخراج زكاة المال والحلي التي تملكها المرأة
عدم الاهتمام بإخراج زكاة المال والحلي التي تملكها المرأة يُعتبر مخالفًا لتعاليم الإسلام، وقد يُعتبر تقصيرًا في الواجب الديني. فالزكاة من الأركان الخمسة للإسلام، وتعد فرضًا شرعيًا يجب على كل مسلم محترم أداؤه بحسب الشروط المحددة.
فيما يتعلق بالمرأة، فإنها مسؤولة مثل الرجل عن إخراج زكاتها إذا كان لديها المال الذي يبلغ النصاب وقد استمر معها عامًا كاملًا في الحول الإسلامي. والحلي، مثل الذهب والفضة والمجوهرات، تُعتبر من الأموال التي يجب على المسلمة إخراج زكاتها إذا بلغت النصاب المحدد وتمتلكها لمدة سنة كاملة.
إذا تركت المرأة إخراج زكاتها، فإنها قد تكون تتسبب في حالة من الظلم والظلمة على الفقراء والمحتاجين الذين هم مستحقي الزكاة. كما أن عدم أداء الزكاة يمكن أن يكون سببًا للذنوب في الآخرة ويعرض الشخص لعقوبة الله.
لذا، يجب على المرأة المسلمة أن تكون على دراية بواجبها الدينية وأن تحرص على إخراج الزكاة عن المال والحلي التي تمتلكها، وذلك كجزء لا يتجزأ من التزامها الديني ومسؤوليتها الاجتماعية.
3- غرور وكبر بعض النساء لحسن منظرهن أو لارتدائهن للملابس أو الحلي غالية الثمن
الغرور والكبر بسبب حسن المظهر أو ارتداء الملابس والحلي الغالية الثمن يعتبران من الصفات المذمومة في الإسلام وفي العديد من الثقافات والمجتمعات. يجب على الإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، أن يكون متواضعاً ومتفهماً لقيم الدين والأخلاق.
إن الغرور والكبر بسبب المظهر الخارجي يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات سلبية مثل التعالي والاستهتار بالآخرين والتفاخر، وهذا يتنافى مع قيم التواضع والتسامح التي يحث عليها الإسلام. بالإضافة إلى ذلك، الاهتمام المفرط بالمظهر الخارجي والحلي الثمينة يمكن أن يؤدي إلى الانغماس في الدنيا وإغفال الأمور الروحانية والقيم الأخلاقية الأهم.
الإسلام يحث على التواضع والتقشف، ويعلمنا أن القيم الحقيقية لا تكمن في المظهر الخارجي أو الثراء المادي، بل في الطهارة الداخلية والأخلاق الحميدة. لذا، يجب على النساء والرجال على حد سواء أن يكونوا متواضعين وينظروا إلى الجمال الداخلي والقيم الروحية كأساس لتقويم أنفسهم ولتكون مصدر إلهام وجاذبية حقيقية.
4- تجاوز مدة الحداد على الميت أكثر من ثلاث ليال ما لم يكن المتوفى هو زوجها
تجاوز مدة الحداد على الميت لأكثر من ثلاث ليال يعتبر تجاوزًا للسنة الشرعية التي أمر بها الإسلام، إلا في حالات معينة مثل وفاة الزوج. وفي حال عدم وجود زوج، ينبغي على المرأة أن تلتزم بمدة الحداد المعتادة، وهي ثلاث ليالٍ، كما يمكنها تمديدها إلى ثلاثة أيام إضافية لتصل إلى سبع ليال في بعض الثقافات.
تعتبر مدة الحداد مرحلة من الحزن والتألم، والغرض منها هو إظهار الاحترام والتقدير للمتوفى ولأسرته، وكذلك الاحترام لنفس الشخص المفقود. إذا تجاوزت المرأة هذه المدة دون سبب شرعي مقبول، فقد يُعتبر ذلك تجاوزًا لتعاليم الإسلام وقد يُنظر إليه بعين الاستهتار بالدين والقيم.
لذلك، يُنصح بالالتزام بمدة الحداد المعتادة والتي تحددها الشريعة الإسلامية، إلا في الحالات التي يكون فيها وجود زوج المرأة، حيث يتم تمديد فترة الحداد للمدة التي يقضيها الزوج في حداده على زوجته المتوفاة.
شاهد أيضاً: تعرفي على فوائد ومضار عشبة الجنسنج
5- الخضوع بالقول، ولين الكلام مع الرجال الأجانب
الخضوع بالقول ولين الكلام مع الرجال الأجانب يعتبر من السلوكيات التي تحث عليها الشريعة الإسلامية، وتعتبر من قيم التواضع والود الذي ينبغي أن يتحلى به المسلم في تعامله مع الآخرين، بمن فيهم الرجال الأجانب. يجب على المرأة المسلمة أن تتعامل مع الرجال بالود والاحترام، وأن تظهر الخضوع والتواضع في كلامها وتصرفاتها.
من القيم المهمة التي يُحث عليها الإسلام هو الود والتعاون والتعارف بين الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. لذلك، ينبغي للمرأة المسلمة أن تظهر لين الكلام وحسن الخلق في تعاملها مع الرجال الأجانب، وأن تتجنب القسوة والتصلب في الردود أو المواقف.
من الجدير بالذكر أن الخضوع ولين الكلام لا يعني الضعف أو الاستسلام، بل يعبر عن قوة الشخصية والتواضع والاحترام المتبادل. إنها سمة حميدة تعكس الرقي والنضج الروحي، وتساعد على بناء علاقات إيجابية ومواتية مع الآخرين في المجتمع.
6- خروج بعض النساء للعمل الذي يفضي إلى محرم كإهمال الزوج والأبناء
خروج بعض النساء للعمل الذي يؤدي إلى محرمات مثل إهمال الزوج والأبناء يعتبر من السلوكيات التي تتعارض مع التوجيهات الإسلامية وتضاد مع القيم والمبادئ الدينية. في الإسلام، يُعتبر الحفاظ على الأسرة وتربية الأبناء والاهتمام بالزوج واجبًا دينيًا عظيمًا.
تعتبر الأسرة في الإسلام مؤسسة مقدسة، وتعتبر رعاية الزوج والأبناء واجبًا دينيًا على الأم، والتي يجب أن تتفرغ لرعاية أفراد أسرتها وتلبية احتياجاتهم الجسدية والعاطفية والروحية. إذا كانت العمل خارج المنزل يؤدي إلى إهمال هذه المسؤوليات، فإن ذلك يُعتبر مخالفًا لتعاليم الإسلام.
علاوة على ذلك، قد يؤدي إهمال الزوج والأبناء إلى تفكك الأسرة وانحراف الأبناء، وهذا يتعارض مع الأهداف الإسلامية في بناء مجتمع مترابط ومتماسك. لذا، ينبغي على المرأة المسلمة أن تأخذ في الاعتبار الآثار السلبية للخروج للعمل إذا كان ذلك سيؤدي إلى إهمال الزوج والأبناء، وأن تحاول العثور على حلول تسمح لها بالموازنة بين العمل والأسرة بطريقة تتفق مع تعاليم الإسلام وتحافظ على استقرار الأسرة.
7- الإصرار على إقامة حفلات الزواج في القصور والفنادق وإنفاق الأموال الكثيرة إلى درجة الإسراف
الإصرار على إقامة حفلات الزواج في القصور والفنادق وإنفاق الأموال بكثافة إلى درجة الإسراف يعتبر من الممارسات المذمومة في الإسلام. الدين الإسلامي يحث على الاعتدال وضبط النفقات، ويحذر من الإسراف والتبذير.
إن تكلفة حفلات الزفاف الباهظة والفاخرة في القصور والفنادق غالباً ما تؤدي إلى إضاعة الأموال بشكل غير مسؤول، وهذا يتعارض مع توجيهات الإسلام في تقدير النعم واستخدامها بحكمة وتوجيهها نحو الأمور التي تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الإسراف في حفلات الزفاف مخالفًا للقيم الإسلامية من حيث التضييع الزائد للمال، وإهدار الثروات في أمور غير ضرورية، وعدم مراعاة حقوق الفقراء والمحتاجين الذين قد يستفيدون من تلك الأموال.
بالتالي، يُنبغي على الأزواج المسلمين تجنب الإسراف في حفلات الزفاف والاكتفاء بما هو معقول ومناسب لظروفهم المالية، والتركيز على الجوانب الروحية والعائلية لهذه المناسبة بدلاً من التركيز على العناصر الاستهلاكية والمادية.
8- صيام التطوع دون إذن الزوج
في الإسلام، يشجع على صيام التطوع والعبادات الخاصة بغير فرض الزوج على زوجته، ولكن يجب أن يكون ذلك بالتنسيق والاتفاق بين الزوجين. العلاقة الزوجية في الإسلام تبني على التعاون والاحترام المتبادل بين الزوجين، وعليه ينبغي للزوجين التفاهم والتوافق في الأمور الدينية والعبادية.
إذا كانت المرأة ترغب في صيام التطوع دون إذن زوجها، ينبغي عليها أن تعرض الأمر عليه بلطف واحترام، وأن تشرح له أهمية هذا العمل الطيب في تقربها من الله وتعزيز روحانيتها. قد يتفهم الزوج ذلك ويوافق على ذلك بسهولة، ولكن إذا كان لديه مخاوف أو اعتراضات، يمكن للزوجين الجلوس معاً لمناقشة الأمر والبحث عن حلول تلبي رغبات كل منهما.
التعاون والتفاهم بين الزوجين في هذه الأمور يعزز الروابط العائلية ويجعل العبادة مصدرًا للتقرب والتواصل بينهما، وهو ما يعكس القيم الإسلامية للعدل والتسامح والتعاون في الحياة الزوجية.