يعتقد الكثيرون أن فقدان الوزن مجرد معادلة بسيطة تقوم على تقليل السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني، لكن العلم يكشف أن الأمر أعقد من ذلك بكثير، وهناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا رئيسيًا في التحكم في الوزن، بعضها بيولوجي، وبعضها نفسي، وبعضها متعلق بأسلوب الحياة والعادات اليومية، ومن اللافت أن زيادة الوزن لا تؤثر فقط على المظهر الجسدي، بل تمتد آثارها إلى الدماغ، والصحة العامة، وحتى الإحساس بالمذاق.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن النوم، وبناء العضلات، والصحة العقلية، وحتى طريقة استجابة الجسم لفقدان الوزن، كلها عوامل تلعب دورًا حاسمًا في نجاح أو فشل محاولات التخلص من الدهون، وكما أن بعض التحديات التي يواجهها الأفراد أثناء فقدان الوزن ليست مجرد مسألة إرادة أو انضباط، بل هي استجابة طبيعية للجسم في محاولة للحفاظ على توازنه.
أبرز الحقائق المثيرة التي تسلط الضوء على الجوانب غير المتوقعة لفقدان الوزن:

- النوم الكافي مفتاح لفقدان الدهون
تشير الدراسات إلى أن قلة النوم ترتبط بزيادة الدهون في الجسم، كما أنها تعيق جهود فقدان الوزن من خلال تقليل تأثير الحمية الغذائية وزيادة فقدان الكتلة العضلية، ويلعب النوم دورًا أساسيًا في تنظيم هرموني الجوع والشبع؛ حيث يؤدي الحرمان منه إلى انخفاض هرمون “اللبتين” المسؤول عن الشعور بالشبع، وارتفاع هرمون “الجريلين” الذي يحفز الشهية، ولذا فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق يمكن أن يكون أداة فعالة في التحكم في الوزن ومنع الإفراط في تناول الطعام.
- العضلات مفتاح التمثيل الغذائي المرتفع
كلما زادت الكتلة العضلية في الجسم، زادت قدرة الشخص على حرق السعرات الحرارية حتى في حالة الراحة، والعضلات هي أنسجة نشطة تستهلك الطاقة باستمرار، ما يعني أن امتلاك جسم أكثر رشاقة يساعد في الحفاظ على وزن صحي بسهولة أكبر، والتمارين التي تبني العضلات، مثل رفع الأثقال وتمارين المقاومة، لا تعزز فقط اللياقة البدنية بل تساهم أيضًا في تسريع معدل الأيض الأساسي.
- زيادة الوزن تؤثر على صحة الدماغ
إلى جانب تأثيرها على الصحة الجسدية، تؤثر السمنة سلبًا على الدماغ ووظائفه الإدراكية، فقد أظهرت الدراسات أن الدهون الزائدة تقلل من حجم المادة الرمادية تحت القشرية، المسؤولة عن معالجة المعلومات، كما تقلل من حجم الحُصين، وهو جزء الدماغ المرتبط بالتعلم والذاكرة، وإضافة إلى ذلك، تؤدي زيادة الوزن إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض ألزهايمر واضطرابات عقلية أخرى مثل الاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ولحسن الحظ، تشير الأبحاث إلى أن فقدان الوزن يحسن الذاكرة والانتباه والوظائف الإدراكية.
- السمنة قد تؤثر على حاسة التذوق
على عكس الاعتقاد السائد، فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة قد لا يكونون أكثر استمتاعًا بالطعام، بل العكس تمامًا! فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة كورنيل أن السمنة تؤدي إلى انخفاض عدد براعم التذوق بسبب زيادة الخلايا الالتهابية في الجسم، وهذه الخلايا تؤثر على دورة حياة براعم التذوق، مما يجعل الشخص يفقد القدرة على تذوق الطعام بوضوح، ما قد يدفعه لتناول المزيد من الطعام بحثًا عن الإحساس بالنكهة.
- فقدان الوزن ليس مجرد مسألة إرادة
عادةً ما يُلام الأشخاص الذين يستعيدون الوزن بعد فقدانه على قلة الإرادة، لكن الأبحاث تشير إلى أن الجسم لديه آلية بيولوجية تعيق فقدان الوزن المستدام، فقد أظهرت دراسة أجراها الدكتور جوزيف برويتو من جامعة ملبورن أن فقدان الوزن يؤدي إلى زيادة هرمون “الجريلين” المحفز للجوع وانخفاض هرمون “اللبتين” المسؤول عن الشبع، ما يجعل الجسم يتصرف وكأنه في حالة مجاعة حتى لو كان لا يزال يحتفظ بكمية كبيرة من الدهون.
شاهد أيضاً:
خمسة أنواع من الشاي لدعم رحلتك نحو الوزن المثالي
خمسة مشروبات سهلة التحضير لإنقاص الوزن وتنقية الجسم.
خمسة أسباب خفية تعيق فقدان الوزن وكيفية التغلب عليها