لطالما كان البحث عن بشرة صحية ومتوهجة هدفًا يسعى إليه الكثيرون، وغالبًا ما يركز الناس على مستحضرات العناية بالبشرة كحل أساسي لتحقيق ذلك، ومع ذلك فإن الحقيقة التي يغفل عنها البعض هي أن صحة البشرة تبدأ من الداخل، حيث يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في مظهرها وإشراقتها، فالبشرة ليست مجرد غلاف خارجي، بل هي انعكاس لصحة الجسم من الداخل، وتعتمد بشكل كبير على التغذية السليمة للحصول على العناصر الأساسية التي تحافظ على نعومتها، مرونتها، وحمايتها من العوامل البيئية الضارة.
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن بعض المغذيات تمتلك تأثيرات مذهلة على صحة البشرة، بدءًا من تقليل الالتهابات وعلامات التقدم في السن، وصولًا إلى تعزيز إنتاج الكولاجين وتحسين رطوبة الجلد، وقد أثبتت دراسات عدة أن اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات، الأحماض الدهنية، مضادات الأكسدة، والألياف يمكن أن يكون له تأثير إيجابي واضح على صحة البشرة، حيث يساعد في تقليل ظهور حب الشباب، التهابات الجلد، والجفاف.
وفي هذا المقال، سنتعرف على خمسة مغذيات أساسية يدعمها العلم وخبراء التغذية لتعزيز صحة البشرة، وسنوضح كيفية إدراجها في نظامك الغذائي اليومي للحصول على بشرة مشرقة وصحية من الداخل إلى الخارج.
5 مغذيات أساسية لصحة البشرة:
1. الكركمين
الكركمين هو المركب النشط في الكركم والمسؤول عن لونه الذهبي، وهو غني بمضادات الأكسدة وخصائصه المضادة للالتهابات والميكروبات، وأشارت مراجعة علمية نُشرت عام 2019 في مجلة Nutrients إلى أن الكركمين قد يكون فعالًا في علاج بعض أمراض الجلد مثل الصدفية والتهاب الجلد، إضافةً إلى دوره في تحسين تجدد البشرة والتئام الجروح.
كما أن بعض الدراسات تسلط الضوء على دوره في مكافحة “التهاب الشيخوخة” (inflammaging)، وهي حالة مرتبطة بزيادة الالتهابات في الجسم مع التقدم في العمر، مما قد يساعد في الحفاظ على نضارة البشرة ومنع التجاعيد المبكرة.
أين يوجد؟ يمكنك زيادة استهلاك الكركمين من خلال إضافة الكركم إلى الأطعمة مثل أطباق الأرز بالكركم، أو عصائر السموذي مثل سموذي المانجو بالكركم.
2. فيتامين د
يعتبر فيتامين د عنصرًا أساسيًا في دعم صحة البشرة، حيث يلعب دورًا في تقليل الالتهابات وحمايتها من الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية، ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2021 في International Journal of Molecular Sciences، يمتلك فيتامين د تأثيرات مضادة للالتهابات ويساعد في الحفاظ على توازن البشرة وتقليل أضرار العوامل البيئية.
كما أوضحت خبيرة التغذية شانون كوستيلو أن فيتامين د يساهم في استقرار حاجز البشرة، مما يجعله ضروريًا للحد من جفاف الجلد والتهيجات.
أين يوجد؟ يوجد فيتامين د في الأسماك الدهنية مثل السلمون، البيض، الفطر المُعرض للأشعة فوق البنفسجية، ومنتجات الألبان المدعمة، وكما يمكن الحصول عليه من خلال التعرض المنتظم لأشعة الشمس، أو عبر المكملات الغذائية عند الحاجة، لكن يُفضل استشارة مختص قبل تناولها.
3. البروبيوتيك
تلعب البروبيوتيك دورًا رئيسيًا في دعم صحة الأمعاء، والتي ترتبط مباشرةً بصحة البشرة من خلال ما يعرف بـ”محور الأمعاء والجلد” (Gut-Skin Axis)، وأظهرت دراسة حديثة نُشرت عام 2023 في Nutrients أن البروبيوتيك تساعد في علاج حب الشباب، الصدفية، والتهابات الجلد، كما تحسن ترطيب البشرة من خلال تقليل فقدان الماء عبر الجلد وزيادة مستويات السيراميد في خلايا البشرة.
علاوة على ذلك، أفادت دراسة أجريت عام 2021 في Clinical Nutrition ESPEN أن تناول مكملات البروبيوتيك ساعد في تحسين نوعية الحياة وتقليل مؤشرات الالتهاب لدى مرضى الصدفية.
أين يوجد؟ يمكنك دعم صحة بشرتك عبر استهلاك أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي والكفير والكيمتشي والمخللات المخمرة، أو دمجها في وصفات مثل سموذي الكفير بالتوت، أو طبق الملفوف المخمر.
4. أحماض أوميغا-3 الدهنية
تعتبر الأحماض الدهنية أوميغا-3 من أفضل العناصر المغذية للبشرة، حيث تساعد في الحفاظ على حاجز الجلد، مما يعزز من ترطيبه ومرونته، وكما أن لها تأثيرات مضادة للالتهابات، ما يجعلها فعالة في الحد من الأمراض الجلدية الالتهابية مثل الأكزيما وحب الشباب.
أشارت دراسة نشرت عام 2015 في Journal of Dermatological Science إلى أن تناول مكملات زيت السمك الغنية بأوميغا-3 أدى إلى زيادة ترطيب البشرة بنسبة 30% خلال 60 يومًا، مما ساعد في تقليل الحكة والجفاف لدى المصابين بالتهاب الجلد التأتبي.
أين يوجد؟ يمكن الحصول على أوميغا-3 من الأسماك الدهنية (مثل السلمون والتونة)، بذور الكتان، بذور الشيا، الجوز، والمكسرات، وجرب وصفات مثل سمك السلمون المغطى بالجوز وإكليل الجبل، أو خبز البذور المغذي.
5. الألياف الغذائية
إلى جانب دورها المعروف في تحسين صحة الجهاز الهضمي، تمتلك الألياف تأثيرًا إيجابيًا على صحة البشرة من خلال تعزيز توازن بكتيريا الأمعاء، مما يساعد في تقليل الالتهابات الجلدية وتحسين حاجز البشرة.
أوضحت دراسة نُشرت عام 2022 في Mucosal Immunology أن الألياف تدعم إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (مثل البيوتيرات)، والتي تلعب دورًا مهمًا في تعزيز تكوين خلايا البشرة وتقوية حاجز الجلد ضد الملوثات والالتهابات.
أين يوجد؟ توجد الألياف في الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات، البقوليات، والمكسرات، ويمكن دمجها في النظام الغذائي عبر تناول كرات الطاقة بالشوفان وزبدة الفول السوداني، أو أطباق غنية بالخضروات مثل التوفو المقلي مع الفطر والخضروات الملونة.
شاهد أيضاً:
أعشاب طبيعية تخفف شيخوخة البشرة وتحقيق شباب دائم
الملفوف: كنز غذائي لصحة الجسم وجمال البشرة
أفضل 5 وصفات منزلية طبيعية للعناية بالبشرة المختلطة
