الدورة الشهرية هي عملية بيولوجية طبيعية تتكرر كل شهر لدى معظم النساء في سن الإنجاب،ة وتعتبر هذه الدورة من العمليات الأساسية في الجسم والتي تؤثر بشكل مباشر على الصحة الإنجابية والعامة، وتعد الدورة الشهرية مؤشرًا هامًا لوظائف الجهاز التناسلي وصحة المرأة بشكل عام، وتلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن الهرموني والقدرة على الإنجاب.
والدورة الشهرية هي سلسلة من التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة استعداداً للحمل، وتبدأ الدورة من اليوم الأول للحيض، وهو نزول الدم من الرحم، وتنتهي عند بدء الحيض التالي، وتستمر الدورة عادة بين 21 إلى 35 يوماً، بينما تستمر فترة الحيض من 2 إلى 7 أيام، وتتكون الدورة الشهرية من أربع مراحل رئيسية: المرحلة الحيضية، المرحلة الجريبية، مرحلة الإباضة، والمرحلة اللوتينية.
وتعتبر الدورة الشهرية ضرورية لصحة المرأة لعدة أسباب:
الصحة الإنجابية: الدورة الشهرية تعكس صحة الجهاز التناسلي وتوازن الهرمونات، وانتظام الدورة يشير إلى صحة جيدة للأعضاء التناسلية وقدرة الجسم على الحمل.
التوازن الهرموني: توفر الدورة الشهرية مؤشراً على التوازن بين هرمونات الجسم مثل الاستروجين والبروجسترون، وأي تغييرات في الدورة قد تشير إلى اختلالات هرمونية قد تتطلب متابعة طبية.
الصحة العامة: يمكن أن تعكس الدورة الشهرية الحالة العامة للصحة، وتغييرات ملحوظة مثل عدم انتظام الدورة، أو النزيف الشديد، أو الألم غير المعتاد قد تكون مؤشرات لمشكلات صحية مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية.
التخطيط الأسري: معرفة أوقات الإباضة تساعد في التخطيط للحمل أو تجنبه، وهذه المعلومات مهمة للنساء اللواتي يرغبن في تنظيم الأسرة.
علامات اقتراب موعد الدورة الشهرية:
- آلام الدورة الشهرية أو تقلصات الدورة الشهرية
تعد آلام الدورة الشهرية واحدة من أكثر العلامات شيوعًا التي تشير إلى اقتراب موعد الدورة، وتشعر النساء في كثير من الأحيان بتقلصات مؤلمة في منطقة البطن، والتي قد تتراوح من ألم خفيف إلى تشنجات شديدة، وغالباً ما يبدأ الألم عند بدء النزيف، ولكن بعض النساء قد يعانين من تقلصات قبل بداية الدورة بفترة قصيرة، ويعود سبب هذا الألم إلى انقباض الرحم الذي يحدث لتفريغ بطانة الرحم، ما يؤدي إلى ضغط الأوعية الدموية وإيقاف تدفق الدم والأكسجين بشكل مؤقت، مما يسبب الألم، وتراكم البروستاجلاندين، وهو مادة كيميائية تحفز عضلات الرحم على الانقباض، يمكن أن يجعل هذه التقلصات أكثر شدة، حالات صحية مثل بطانة الرحم والأورام الليفية قد تزيد من حدة هذه الآلام.
- ألم الثدي أو حساسية الثدي
تظهر حساسية الثدي أو آلام الثدي بوضوح قبل الدورة الشهرية أو خلالها، يكون الألم غالباً خفيفاً إلى متوسط الشدة، ويبدأ عادة قبل أسبوعين من الدورة الشهرية ويزداد سوءًا تدريجيًا ثم يختفي بعد انتهائها، وهذا الألم يمكن أن يكون نتيجة للتغيرات الهرمونية، خصوصًا زيادة مستويات هرمون البروجسترون، وإذا استمر الألم أو ظهر بشكل غير منتظم، فقد يكون من الضروري استشارة طبيب للتأكد من عدم وجود حالات صحية أكثر خطورة مثل مرض الثدي الكيسي الليفي أو متلازمة ما قبل الحيض.
شاهد أيضاً: تعرفي على أشهر 7 أسباب لتأخر الدورة الشهرية
- ظهور البثور
ظهور حب الشباب أو البثور حول فترة الدورة الشهرية هو عرض شائع بين النساء، والتغيرات الهرمونية تؤدي إلى زيادة إنتاج الزهم من الغدد الدهنية، مما يساهم في انسداد المسام ونمو البكتيريا التي تسبب حب الشباب، ويمكن أن يكون حب الشباب أيضًا أحد أعراض متلازمة تكيس المبايض، وإذا لاحظت أعراضاً أخرى مثل نمو الشعر الزائد أو تغييرات في الدورة الشهرية، قد يكون من الضروري استشارة طبيب.
- إرهاق الدورة الشهرية
الإرهاق أو التعب خلال الدورة الشهرية شائع ويعزى في الغالب إلى التغيرات الهرمونية، حيث تنخفض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السيروتونين، وهو هرمون يعزز المزاج والطاقة، ويمكن أن يسهم النزيف الشديد في فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، مما يؤدي أيضًا إلى التعب، وتناول الأطعمة السكرية أو الأطعمة الغنية بالكافيين يمكن أن يؤثر على مستويات الطاقة، بالإضافة إلى اضطرابات النوم الناتجة عن الألم أو تغيرات المزاج.
- انتفاخ البطن واحتباس الماء
قبل الدورة الشهرية، قد تعاني النساء من انتفاخ البطن واحتباس الماء، وهذا الانتفاخ يمكن أن يكون نتيجة لتقلبات الهرمونات، بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من الملح، وإذا كان الانتفاخ متكررًا ويؤثر على نوعية حياتك، يمكن أن يكون من المفيد مناقشة خيارات العلاج مع الطبيب.
- آلام أسفل الظهر
آلام أسفل الظهر قد تكون مرتبطة بتقلصات الدورة الشهرية، وهذا الألم يمكن أن يكون نتيجة لانقباض الرحم الذي يسبب ضغطًا إضافيًا على عضلات أسفل الظهر، وفي بعض الحالات، قد يكون الألم أسوأ بسبب حالات طبية مثل بطانة الرحم أو الأورام الليفية، وإذا كان الألم يؤثر على قدرتك على أداء الأنشطة اليومية، فقد تحتاجين إلى استشارة طبيب.
- الصداع أو الصداع النصفي
يمكن أن تتسبب الدورة الشهرية في ظهور الصداع أو الصداع النصفي، خاصة في الأيام التي تسبق الدورة أو خلال الأيام الأولى منها، والصداع النصفي في هذه الفترة مرتبط بانخفاض مستويات هرمون الاستروجين، وإذا كان الصداع شديدًا أو مستمرًا، من الأفضل زيارة طبيب لتحديد السبب وعلاج الأعراض.
- تقلبات واضطرابات المزاج
تقلبات المزاج بما في ذلك القلق والاكتئاب، هي علامات شائعة تشير إلى اقتراب الدورة الشهرية، وهذه التقلبات غالبًا ما تكون مرتبطة بتغيرات هرمونية، مثل تلك التي تحدث في متلازمة ما قبل الحيض أو اضطراب ما قبل الحيض (PMDD)، وإذا كانت تقلبات المزاج شديدة أو تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، فقد يكون من الضروري التحدث إلى طبيب.
- مشاكل الجهاز الهضمي
الإمساك أو الإسهال يمكن أن يكونا من الأعراض المرتبطة بالدورة الشهرية، وارتفاع مستويات هرمون البروجسترون قد يسبب الإمساك، بينما يمكن أن تسبب مستويات مرتفعة من البروستاجلاندين الإسهال، وإذا كانت هذه المشاكل مستمرة أو شديدة، يجب عليك استشارة طبيب.
- قلة النوم
قلة النوم قد تكون نتيجة للتغيرات الهرمونية أو الألم أو تقلبات المزاج، وارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية بعد التبويض قد يؤثر أيضًا على جودة النوم،و إذا كانت قلة النوم تؤثر على حياتك اليومية، ناقشي الأمر مع طبيبك لإيجاد طرق لتحسين نومك خلال فترة الدورة الشهرية.
شاهد أيضاً:
تعرفي على أهم فوائد تناول بذور السمسم في الشتاء
ما هي أعراض حصى الكلى؟
أسباب الرغبة الشديدة في تناول السكر
فوائد للخميرة الغذائية تجعلك تتناوليها يوميًا