القولون العصبي (IBS) هو اضطراب هضمي شائع يؤثر على الملايين حول العالم، ويعاني الأشخاص المصابون بالقولون العصبي من مجموعة متنوعة من الأعراض التي تشمل آلام البطن، الانتفاخ، الإمساك أو الإسهال، وأحيانًا الشعور بعدم اكتمال التفريغ بعد الذهاب إلى الحمام، وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب يسبب العديد من الأعراض المزعجة، إلا أن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: هل القولون العصبي مرض خطير؟
القولون العصبي: ليس مرضًا مهددًا للحياة

في الحقيقة، القولون العصبي يُعتبر اضطرابًا وظيفيًا، مما يعني أن الأعراض تحدث بسبب اختلال في وظائف الأمعاء، وليس بسبب مرض عضوي أو هيكلي، ووهذا يختلف عن الأمراض مثل التهاب الأمعاء (IBD) أو السرطان، التي تُسبب تغييرات هيكلية أو تلفًا في الأنسجة، ووبالتالي، فإن القولون العصبي لا يُعتبر مرضًا مهددًا للحياة أو يسبب أضرارًا طويلة الأمد على الأمعاء.
تأثير القولون العصبي على جودة الحياة
رغم أن القولون العصبي ليس مرضًا خطيرًا في حد ذاته، إلا أنه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين به، ويعاني الأشخاص من تقلبات في الأعراض، والتي قد تتراوح من خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى الانزعاج المستمر، مما يؤثر على العمل، والنشاطات الاجتماعية، والصحة النفسية، وفي حالات معينة، يمكن أن يؤدي القولون العصبي إلى القلق والاكتئاب بسبب تأثيره المستمر على الحياة اليومية.
تأثير القولون العصبي على الجهاز الهضمي
على الرغم من أن القولون العصبي لا يُسبب تلفًا دائمًا في الأمعاء، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في حركة الأمعاء وعمليات الهضم، ويمكن أن يعاني بعض الأشخاص من إمساك مزمن أو إسهال، ما يُسبب اضطرابًا في الروتين اليومي، ووقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى زيادة الشعور بالتعب أو الضعف العام، خاصة في الحالات الشديدة.
العوامل النفسية والقولون العصبي
تشير الدراسات إلى أن العوامل النفسية مثل التوتر والقلق قد تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم أعراض القولون العصبي، ويعاني العديد من الأشخاص المصابين بالقولون العصبي من مشاكل نفسية متزامنة، مثل القلق والاكتئاب، ما يضيف طبقة إضافية من الصعوبة في التعامل مع الحالة.
ما الذي يمكن فعله لإدارة القولون العصبي؟
الخبر الجيد هو أن القولون العصبي يمكن إدارته بشكل فعال، على الرغم من أنه لا يمكن الشفاء منه بالكامل، ويشمل العلاج عادة تغييرات في النظام الغذائي، مثل تجنب الأطعمة التي تهيج الأمعاء، مثل الأطعمة الدهنية أو التي تحتوي على الكافيين، وكما يمكن استخدام الأدوية لتخفيف الأعراض، مثل الأدوية المسكنة للألم، أو أدوية مضادة للإسهال أو الإمساك.
بالإضافة إلى ذلك، يُوصي العديد من الأطباء بتقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق لتقليل التوتر النفسي الذي قد يزيد من حدة الأعراض.
شاهد أيضاً:
بما يشعر المصاب بالقولون العصبي؟
الأطعمة المسموحة لمرضى القولون العصبي
العلاج الأسرع لألم القولون العصبي
كيف تعرف أنك تعاني من القولون العصبي؟