طقس العرب – أظهرت دراسة حديثة أن اتباع نظام “مايند” (MIND) الغذائي، الذي يتضمن 10 مجموعات غذائية صحية تدعم صحة الدماغ مثل الخضراوات الورقية والخضراوات الأخرى، المكسرات، التوت، الفاصوليا، الحبوب الكاملة، المأكولات البحرية، الدواجن وزيت الزيتون، يساهم في تقليل خطر الإصابة بمشاكل التفكير والتركيز والذاكرة.
والدراسة التي نشرت نتائجها على موقع شبكة “سي إن إن” CNN الأميركية، أكدت أن الالتزام بهذا النظام الغذائي على مدى 10 سنوات أدى إلى انخفاض طفيف ولكن ملحوظ في هذا الخطر، مما يعزز فعاليته في تحسين الصحة العقلية والمعرفية.
مكافحة التدهور المعرفي
أوضح الباحث الرئيسي في الدراسة، دكتور راسل سوير، أستاذ مساعد في علم الأعصاب السريري وطب إعادة التأهيل في معهد جامعة سينسيناتي جاردنر لعلوم الأعصاب، أن نظام “مايند” الغذائي تم تصميمه خصيصًا لمكافحة التدهور المعرفي. ويشمل النظام 10 مجموعات غذائية تُعتبر صحية للدماغ، وهي: الخضراوات الورقية، الخضراوات الأخرى، المكسرات، التوت، الفاصوليا، الحبوب الكاملة، المأكولات البحرية، الدواجن، وزيت الزيتون.
في المقابل، يحد النظام من استهلاك 5 مجموعات غذائية غير صحية وهي: اللحوم الحمراء، الزبدة والسمن، الجبن، الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، المعجنات والحلويات، مما يساعد في تقليل تناول الدهون المتحولة والمشبعة التي يمكن أن تضر بالصحة العقلية.
الفوائد الصحية لنظام “مايند” الغذائي
أشار دكتور ديفيد كاتز، المتخصص في الطب الوقائي ونمط الحياة، الذي لم يشارك في الدراسة، إلى أن نظام “مايند” يحتوي على جميع الخصائص التي تساعد في تقليل الالتهاب الجهازي، تسهيل فقدان الوزن، تحسين صحة الميكروبيوم، مقاومة الأنسولين، خفض الدهون المرتفعة في الدم، وإبطاء تصلب الشرايين. وأضاف أن هذه التأثيرات الصحية يمكن أن تترجم بسهولة إلى فوائد لصحة الدماغ، حتى وإن كانت الدراسة لا تثبت بشكل قاطع أن هذا النظام الغذائي يحمي الصحة الإدراكية.
فوائد خاصة للنساء وأصحاب البشرة السمراء
نشرت نتائج الدراسة في دورية “نيورولوجي” الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب كجزء من دراسة جارية تسمى REGARDS، أو أسباب الاختلافات الجغرافية والعرقية في السكتة الدماغية، والتي تابعت حوالي 30 ألف شخص بالغ منذ عام 2003 لفحص سبب ارتفاع معدل الإصابة بالسكتة الدماغية بين سكان جنوب الولايات المتحدة وأصحاب البشرة السمراء.
من بين أكثر من 14 ألف شخص شملتهم الدراسة، كان 70% من البيض و30% من أصحاب البشرة السمراء. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام “مايند” الغذائي بشكل دقيق كانوا أقل عرضة بنسبة 4% للإصابة بمشاكل الذاكرة والتفكير مقارنة بأولئك الذين لم يلتزموا بهذا النظام الغذائي.
وأوضحت الدراسة أيضًا أن النساء اللواتي اتبعن هذا النظام كن أقل عرضة بنسبة 6% للإصابة بضعف الإدراك، في حين لم تظهر نفس الفوائد لدى الرجال. ومن اللافت أن المشاركين أصحاب البشرة السمراء أظهروا تراجعًا أبطأ في قدراتهم المعرفية مقارنة بالمشاركين البيض.
معايير نظام “مايند” الغذائي
يعتمد نظام “مايند” على معايير غذائية محددة تتضمن تناول أكثر من ثلاث حصص من الحبوب الكاملة يوميًا، استهلاك أكثر من ست حصص من الخضراوات الورقية كل أسبوع، تناول خضروات أخرى يوميًا، تناول أكثر من حصتين من التوت كل أسبوع، وتناول وجبة سمك مرة واحدة على الأقل والدواجن أكثر من مرتين أسبوعيًا، مع تناول الفاصوليا أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع.
كما يتم تسجيل تناول المكسرات واستخدام زيت الزيتون بشكل أساسي، بينما يتم تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة، الأطعمة المقلية، الوجبات السريعة، والزبدة.
نتائج الدراسة وأهمية البحث المستقبلي
خلصت الدراسة إلى أن اتباع نظام “مايند” الغذائي عن كثب قد يكون له تأثير تفاضلي، حيث كانت الفوائد أكثر وضوحًا لدى النساء وأصحاب البشرة السمراء. وأشار دكتور سوير إلى أن هذه النتائج كانت مفاجئة، مما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول تأثير هذا النظام على مختلف الفئات السكانية، وضرورة استكشاف كيفية تحقيق أقصى استفادة من هذه الاستراتيجيات الغذائية لتحسين الصحة المعرفية على المدى الطويل.
شاهد أيضا: