يُعد خفقان القلب أحد الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها الأشخاص في بعض الأحيان، ويشعر فيها الشخص بتسارع ضربات القلب أو حتى بقوة أو اضطراب فيها، وعلى الرغم من أن خفقان القلب قد يكون غالبًا أمرًا عارضًا وغير ضار، إلا أن في بعض الحالات قد يكون علامة على مشكلة صحية أكبر.
ويشمل هذا المقال تعريف خفقان القلب، أسبابه، متى يمكن أن يكون خفقان القلب خطيرًا، مضاعفات استمرار خفقان القلب، ومعدل ضربات القلب الطبيعية، بالإضافة إلى طرق التعامل مع هذه الحالة وعلاجها.
تعريف خفقان القلب
خفقان القلب هو الشعور بأن ضربات القلب أصبحت أسرع أو أقوى أو غير منتظمة، وقد يشعر الشخص وكأن قلبه يرفرف أو ينبض بشدة، سواء في الصدر أو في منطقة الرقبة أو الحلق، ويمكن أن يحدث خفقان القلب في حالات مختلفة، بما في ذلك أثناء النشاط البدني، التوتر، أو حتى أثناء الراحة، وقد يحدث بشكل مؤقت، ولكنه إذا استمر لفترة طويلة أو ارتبط بأعراض أخرى مثل الدوخة أو ضيق التنفس، فقد يتطلب استشارة طبية.
أعراض خفقان القلب:
- الشعور بتسارع ضربات القلب: قد تشعر أن قلبك ينبض بسرعة أكبر من المعتاد، حتى أثناء الراحة.
- الشعور بقوة أو نبضات غير منتظمة: قد يبدو القلب وكأنه ينبض بشدة أو لا يتبع النمط المعتاد.
- الدوخة أو الدوار: إذا كان الخفقان قويًا أو غير منتظم، قد تشعر بدوخة أو حتى بالإغماء في بعض الأحيان.
- ألم أو ضغط في الصدر: في بعض الحالات، قد يصاحب خفقان القلب ألم في الصدر، وهو من الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب.
- ضيق في التنفس: قد تشعر بصعوبة في التنفس عند حدوث خفقان القلب.
- التعب والإرهاق: في بعض الأحيان، يمكن أن يصاحبه شعور بالتعب الشديد أو الإجهاد.
- الشعور بنبض في الرقبة أو الحلق: قد تشعر أحيانًا بنبض قلبك في منطقة الحلق أو الرقبة.
أسباب خفقان القلب
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى خفقان القلب، منها ما هو طبيعي وغير مقلق، ومنها ما قد يتطلب تدخلًا طبيًا:
- الإجهاد النفسي والعاطفي: التوتر، القلق، والخوف يمكن أن تساهم في زيادة معدل ضربات القلب.
- النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية أو بذل مجهود بدني قد يسبب زيادة في سرعة ضربات القلب.
- تناول المنبهات: المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي، يمكن أن تحفز القلب وتسبب الخفقان.
- الأدوية: بعض الأدوية قد تتسبب في تسارع ضربات القلب، مثل أدوية البرد والمضادات الحيوية وبعض أدوية الربو.
- الخلل في كهرباء القلب: يمكن أن تؤدي اضطرابات في نظم القلب مثل الرجفان الأذيني إلى خفقان غير منتظم.
- الأمراض القلبية: بعض أمراض القلب مثل انسداد الشرايين التاجية أو قصور القلب قد تساهم في حدوث خفقان القلب.
- مضاعفات الغدة الدرقية: زيادة نشاط الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى تسارع ضربات القلب.
- فقر الدم: في حالات فقر الدم، يمكن أن يحاول القلب تعويض نقص الأوكسجين في الدم بتسريع ضرباته.
متى يكون خفقان القلب خطيرًا؟
على الرغم من أن خفقان القلب في كثير من الأحيان يكون غير ضار، إلا أن هناك حالات قد يكون فيها خطيرًا وتتطلب استشارة طبية فورية، مثل:
- الشعور بضيق التنفس: إذا كان خفقان القلب مصحوبًا بصعوبة في التنفس.
- الدوخة أو الإغماء: إذا شعرت بدوار أو إغماء أثناء الخفقان.
- ألم في الصدر: قد يكون خفقان القلب مصحوبًا بألم في الصدر، مما قد يشير إلى وجود مشكلة قلبية.
- عدم انتظام ضربات القلب: في حال كان الخفقان غير منتظم أو متسارع بشكل مستمر.
- الإرهاق الشديد: إذا كان الخفقان مصحوبًا بإرهاق غير مبرر أو شعور بالضعف.
ما هي مضاعفات استمرار خفقان القلب؟
عندما يكون خفقان القلب مستمرًا أو متكررًا، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على المدى الطويل، مثل:
- الرجفان الأذيني: حالة قد تتسبب في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
- قصور القلب: الخفقان المستمر قد يضع ضغطًا إضافيًا على القلب، مما يؤدي إلى فشل القلب بمرور الوقت.
- الجلطات الدموية: في حالات معينة، قد يؤدي الخفقان المستمر إلى تكون جلطات دموية داخل القلب، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية.
- تدهور الأوعية الدموية: استمرار الضغط على الأوعية الدموية يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
ما هو معدل ضربات القلب الطبيعية؟
معدل ضربات القلب الطبيعي يتراوح بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة أثناء الراحة في البالغين، ويعتمد هذا المعدل على عدة عوامل مثل العمر، اللياقة البدنية، والحالة الصحية العامة، ويمكن أن يكون لدى الرياضيين معدلات ضربات قلب منخفضة تصل إلى أقل من 60 نبضة في الدقيقة، مما يعد طبيعيًا لديهم.
كيف يمكن قياس نبضات القلب؟
يمكن قياس نبض القلب باستخدام الطرق التالية:
- النبض في المعصم: يتم وضع إصبعي السبابة والوسطى على المعصم، بالقرب من قاعدة الإبهام، ثم يتم حساب عدد النبضات لمدة 60 ثانية.
- النبض في الرقبة: يتم الضغط بلطف على الشريان السباتي في الرقبة باستخدام الأصابع، ثم يتم حساب النبضات لمدة 60 ثانية.
- استخدام الأجهزة الإلكترونية: مثل أجهزة قياس نبضات القلب الرقمية أو الساعات الذكية.
كيف يمكن التعامل مع خفقان القلب؟
تختلف طرق التعامل مع خفقان القلب حسب السبب:
- التقنيات النفسية: في حال كان السبب هو التوتر أو القلق، يمكن استخدام تقنيات التنفس العميق أو الاسترخاء للتقليل من الخفقان.
- تجنب المنبهات: يجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المواد المنبهة الأخرى.
- ممارسة الرياضة بانتظام: التمارين الرياضية المعتدلة تساعد في تحسين صحة القلب.
- الراحة والهدوء: أخذ فترات راحة في حالة الإجهاد أو بعد الأنشطة البدنية المكثفة.
- الأدوية: في حال كان الخفقان ناتجًا عن مشكلة صحية، قد يصف الطبيب أدوية للتحكم في النبض أو معالجة الحالة الأساسية.
طرق علاج خفقان القلب
تعتمد طريقة العلاج المناسبة لخفقان القلب على السبب الكامن وراءه. في بعض الحالات، قد لا يتطلب الخفقان علاجًا خاصًا، بينما في حالات أخرى، قد يكون العلاج ضروريًا لتجنب المضاعفات. فيما يلي أبرز طرق علاج خفقان القلب:
1. علاج الخفقان الناتج عن التوتر أو القلق
- التقنيات التنفسية: استخدام تقنيات التنفس العميق والمسترخي يمكن أن يساعد في تهدئة الخفقان الناتج عن التوتر. التنفس العميق أو التنفس البطني قد يساعد في استعادة ضربات القلب إلى طبيعتها.
- الاسترخاء والتمارين الرياضية: تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، واليوغا، والمشي المنتظم يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والقلق.
2. العلاج الدوائي
- حاصرات بيتا: الأدوية مثل حاصرات بيتا تساعد في تقليل سرعة ضربات القلب وضبط نبضات القلب غير المنتظمة. يمكن أن يصف الطبيب هذه الأدوية في حال كان الخفقان نتيجة لمشكلة قلبية.
- مضادات اضطراب النظم: تستخدم هذه الأدوية في علاج الخفقان الناتج عن اضطرابات نظم القلب. تعمل هذه الأدوية على استعادة النمط الطبيعي للضربات.
- الأدوية المضادة للقلق: في حالات الخفقان الناتج عن القلق أو التوتر، قد يُوصي الطبيب بمضادات القلق أو المهدئات.
3. الوقاية والعناية الذاتية
- تجنب المحفزات: تقليل استهلاك الكافيين (مثل القهوة والشاي)، والتقليل من تناول المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، يمكن أن يساهم في تقليل الخفقان.
- التغذية الصحية: تناول غذاء صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات، وتقليل تناول الأطعمة الدهنية والمقليات، يساعد في الحفاظ على صحة القلب.
- ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المنتظمة في تحسين صحة القلب، ولكن يجب أن تتم بانتظام وبتوجيه من الطبيب في حالة وجود مشكلة قلبية.
4. إجراءات طبية وتداخلية
- الصدمة الكهربائية (التحفيز الكهربائي): في بعض الحالات التي لا تتحسن فيها اضطرابات ضربات القلب بالأدوية، قد يُستخدم العلاج بالصدمة الكهربائية لإعادة القلب إلى النمط الطبيعي.
- الاستئصال بالقسطرة: في بعض الحالات المتقدمة من الخفقان بسبب اضطرابات نظم القلب، يمكن أن يتم استئصال أو تدمير الأنسجة المسؤولة عن الإشارات غير المنتظمة عبر القسطرة.
- الزراعة المؤقتة لجهاز تنظيم ضربات القلب (PACemaker): في حالات الخفقان الناتج عن بطء ضربات القلب، قد يُزرع جهاز تنظيم ضربات القلب لتنظيم سرعة النبضات.
5. العلاج الطبيعي
- مكملات المغنيسيوم والبوتاسيوم: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي نقص المغنيسيوم أو البوتاسيوم إلى الخفقان. يمكن للطبيب أن يوصي بمكملات غذائية لتعويض النقص.
- علاج الأعشاب: بعض الأعشاب مثل اللافندر والبابونج يمكن أن تساعد في تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر، مما قد يقلل من الخفقان الناتج عن التوتر.
6. العلاج النفسي
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): إذا كان الخفقان ناتجًا عن القلق أو التوتر المزمن، فإن العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعد في التعامل مع الأسباب النفسية للخفقان.
7. المتابعة الطبية الدورية
- في حالات الخفقان المرتبط بحالة طبية مزمنة مثل مرض القلب، من المهم متابعة العلاج مع الطبيب المتخصص بشكل دوري.
متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا استمر الخفقان لفترة طويلة، أو أصبح مصحوبًا بأعراض أخرى مثل ألم في الصدر، أو دوار شديد، أو ضيق في التنفس، فيجب التوجه إلى الطبيب فورًا لتحديد السبب وعلاج المشكلة.
شاهد أيضاً:
على ماذا يدل خفقان القلب بسرعة؟
أعراض خفقان القلب
كيفية التعامل مع خفقان القلب
أبرز الأسباب لخفقان القلب
أسباب دقات القلب السريعة أثناء النوم وهل هي خطيرة؟
