نعيش الحياة في القرن الحادي والعشرين بوتيرة متسارعة ومليئة بالضغوطات، حيث يتعرض الناس للإجهاد والقلق بشكل يومي، وفي هذا السياق، يظهر البحث المستمر عن الطرق الطبيعية والفعالة للتخفيف من هذه الضغوطات وتحسين الصحة العقلية والعاطفية.
ومن بين هذه الطرق، يبرز مركب “الثيانين”، المعروف أيضًا باسم L-theanine، كحل طبيعي يجلب الهدوء والفائدة للجسم والعقل، ويُعتبر الثيانين حمضًا أمينيًا موجودًا بشكل طبيعي في أوراق نبات الشاي، وقد اكتسب سمعة كواحد من المكملات الغذائية الأكثر فائدة لصحة العقل والتوازن العاطفي.
فما هي بالضبط فوائد الثيانين؟ وكيف يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة وتقليل الضغوطات؟ هذا هو ما سنستكشفه في هذا المقال، حيث سنلقي الضوء على فوائد الثيانين وتأثيراته الإيجابية على الصحة العامة والعافية النفسية.
ما هو الثيانين؟
الثيانين هو نوع من الأحماض الأمينية الطبيعية التي توجد بشكل رئيسي في أوراق نبات الشاي، ويمنح الثيانين الشاي نكهته الفريدة والعطرية والحلوة التي تميزه عن غيره من المشروبات، ويتميز الثيانين بتركيب كيميائي يشبه إلى حد ما الناقل العصبي المعروف باسم حمض الجلوتاميك.
ومن خلال تأثيره العطري الحلو، يُعتبر الثيانين مؤشرًا مهمًا لجودة الشاي الأخضر، ويساهم الثيانين في تخفيف مرارة الكافيين والطبيعة القابضة للبوليفينول في الشاي، مما يؤثر إيجاباً على طعمه.
ويتم إنتاج الثيانين في نباتات الشاي بواسطة إنزيم الثيانين، ويُعتبر الثيانين جزءًا مهمًا من المكونات النشطة في الشاي الأخضر، ويُقدر أن فنجان من الشاي الأخضر يحتوي على ما بين 8 إلى 30 ملغ من الثيانين.
تعرفي على فوائد الثيانين:
1- مفيد لاضطراب القلق العام
اضطراب القلق المعمم هو حالة يعاني فيها الأفراد من قلق مستمر ومتواصل يتعلق بمجموعة متنوعة من الأمور، مما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية، وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة مثل العلاج النفسي والدوائي، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن استخدام مادة الثيانين كمكمل غذائي قد يساعد في تحسين بعض أعراض القلق والأرق لدى بعض الأشخاص.
ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات غذائية أو علاجات بديلة لمعالجة اضطراب القلق المعمم، ويجب أن يتم تقييم العلاج بالثيانين بناءً على الحالة الصحية والاحتياجات الفردية.
2- مفيد للاكتئاب
يشير البحث إلى أن الثيانين قد يكون له تأثير مفيد في معالجة بعض أعراض الاكتئاب، حيث أظهرت دراسة تجريبية مفتوحة التسمية لمدة 8 أسابيع أن استخدام مستحضرات الثيانين قد ساهم في تحسين الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والضعف الإدراكي لدى بعض المرضى الذين يعانون من الاكتئاب.
وتشير الآلية المحتملة وراء هذا التأثير إلى زيادة مستويات الناقلات العصبية المثبطة للجهاز العصبي المركزي، مثل الجلايسين والغلوتامات وحمض الجاماميني بيوتيريك (GABA).
ومع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه الدراسة كانت على عينة صغيرة من المشاركين، وبالتالي يحتاج الأمر إلى إجراء مزيد من البحوث والتجارب السريرية الكبيرة التي تسيطر عليها العلاج الوهمي لتحديد فعالية الثيانين في علاج الاكتئاب بشكل أكبر وأكثر دقة.
ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات غذائية أو علاجات بديلة لعلاج الاكتئاب، ويجب أن يتم تقييم العلاج بالثيانين بناءً على الحالة الصحية والاحتياجات الفردية لكل شخص.
3- تعزيز مقاومة الضغط
تشير الأبحاث إلى أن تناول الثيانين قد يساعد في تعزيز مقاومة الجسم للإجهاد، والإجهاد يمكن أن يكون ناتجًا عن العديد من المحفزات الداخلية والخارجية، وتعرض الشخص للإجهاد لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة.
ويمكن أن تكون الضغوطات المختلفة في الحياة اليومية، مثل المسؤوليات المالية، والعائلية، وضغوط العمل، والامتحانات، والصدمات النفسية، مصدرًا للإجهاد، وتؤثر هذه الضغوطات على الهرمونات والجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تغيرات في السلوك والاستجابات الفسيولوجية.
وفي إحدى التجارب العشوائية، أظهرت النتائج أن تناول المشروبات التي تحتوي على الثيانين قد ساعد في تقليل التوتر واستجابات الكورتيزول اللعابية لاختبارات الإجهاد المتعددة المهام.
ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى إجراء دراسات إضافية لتحديد فعالية الثيانين في مساعدة الجسم على مواجهة الإجهاد بشكل أفضل، وخاصة الدراسات الكبيرة التي تسيطر عليها بشكل جيد.
بشكل عام، يمكن أن يكون تناول الثيانين جزءًا مفيدًا من استراتيجيات التحكم في الإجهاد، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء في استخدامه، خاصة إذا كان هناك أية حالات صحية موجودة مسبقًا.
4- مفيد لمرض الفصام
الفصام هو اضطراب عقلي مزمن يتسم بالتأثيرات الاجتماعية والمعرفية والعاطفية المعوقة، وينتشر عادة في مرحلة البلوغ المبكر أو المراهقة المتأخرة، وعلى الرغم من أن معدل حدوثه منخفض إلا أن انتشاره نسبيًا عالٍ.
ويتميز الفصام بالأعراض الإيجابية مثل الهلوسات والأوهام، والأعراض السلبية مثل التبلد العاطفي واللامبالاة، والضعف الإدراكي، وتعتبر اضطرابات القلق شائعة أيضًا في الفصام وتعتبر مؤشرًا قويًا لنوعية الحياة.
وأظهرت دراسة عشوائية مزدوجة التعمية على مدى 8 أسابيع مع 60 مريضًا يعانون من الفصام والاضطراب الفصامي العاطفي والذين يتلقون مضادات الذهان، أن الثيانين قد ساعد في تحسين القلق والأعراض الإيجابية والبدائية بشكل أكبر مقارنة بالعلاج الوهمي.
وبناءً على هذه الدراسة، يمكن أن يكون الجمع بين الثيانين بالإضافة إلى العلاج الدوائي الرسمي مفيدًا في تحسين نتائج العلاج لدى مرضى الفصام، ومع ذلك، تحتاج هذه النتائج إلى مزيد من التحقق من خلال دراسات كبيرة لتأكيد فعالية هذا العلاج المشترك.
5- منع نزلات البرد
نزلات البرد هي عدوى في الجهاز التنفسي العلوي تسببها فيروسات، وتتضمن أعراضًا مثل العطس وسيلان الأنف والصداع والحمى الخفيفة والشعور بالتعب العام، ويستمر معظم المرضى بالتحسن خلال أسبوعين من الإصابة، وعلى الرغم من أن معظم حالات البرد تشفى من تلقاء نفسها، إلا أنه يمكن لبعض الأشخاص أن يعانوا من أعراض مستمرة لفترة أطول نسبيًا.
وتظهر النتائج الأولية لدراسة عشوائية مزدوجة التعمية والتي شملت 176 متطوعًا أن مكملات L-theanine والسيستين قد قللت بشكل كبير من حدوث أعراض البرد والحمى، ومع ذلك، لم تكن لها تأثير كبير على مدة الإصابة بنزلات البرد، ويشير هذا إلى أن مكملات L-theanine والسيستين قد تكون فعالة في الوقاية من البرد وتخفيف أعراضه، ومع ذلك، تحتاج هذه النتائج إلى مزيد من الدراسات لتأكيدها ولفهم كيفية عمل هذه المكملات بشكل دقيق في منع وعلاج نزلات البرد.
شاهد أيضاً:
تعرفي على أهم فوائد تناول بذور السمسم في الشتاء
ما هي أعراض حصى الكلى؟
أسباب الرغبة الشديدة في تناول السكر
فوائد للخميرة الغذائية تجعلك تتناوليها يوميًا
