يُعد الألم العضلي الليفي أو ما يُعرف بـ”فيبروميالجيا” أحد أكثر الأمراض المزمنة غموضًا وتعقيدًا، حيث يعاني المصابون به من آلام متفرقة وشاملة في الجسم دون وجود إصابة عضوية واضحة، ولا يُمكن قياس هذا الألم أو رصده بالأشعة أو التحاليل، ما يجعل تشخيصه تحديًا كبيرًا حتى لأمهر الأطباء، وعلى الرغم من ذلك، يعاني الملايين حول العالم من أعراضه يوميًا، مما يؤثر على جودة حياتهم ونومهم وقدرتهم على العمل والتفاعل الاجتماعي.
وتتميز فيبروميالجيا بأنها تصيب النساء بشكلٍ أكبر بكثير من الرجال، وترتبط بعوامل نفسية وجسدية معقدة، ما يجعلها محورًا لكثير من الدراسات والاهتمام العالمي في السنوات الأخيرة، ومع تزايد التوعية والتطورات الطبية، بدأ المرض يحظى بتركيز أكبر لفهم أسبابه وطرق علاجه، سواء عبر الأدوية أو العلاجات السلوكية والبديلة.
ما هو الألم العضلي الليفي (فيبروميالجيا)؟
الألم العضلي الليفي هو اضطراب مزمن يتمثل في انتشار الألم في العضلات والأنسجة الرخوة، ويصاحبه غالبًا إرهاق شديد واضطرابات في النوم ومشاكل في التركيز والذاكرة، ويُصنّف هذا المرض ضمن اضطرابات الألم المزمن، ويُعتقد أنه ناتج عن خلل في معالجة الدماغ للإشارات العصبية المرتبطة بالألم.
أعراض فيبروميالجيا الأكثر شيوعًا
- ألم واسع الانتشار في العضلات والمفاصل
تعب وإرهاق مزمن حتى بعد الراحة - صعوبة في التركيز والمعروف بـ”ضباب الدماغ”
- اضطرابات النوم مثل الأرق أو النوم غير المريح
- صداع متكرر، خاصة الصداع النصفي
- اضطرابات في الجهاز الهضمي (مثل القولون العصبي)
- حساسية مفرطة للمس أو الضوضاء أو الضوء
- القلق والاكتئاب المزمن
ما أسباب الإصابة بفيبروميالجيا؟

لا توجد أسباب واضحة ومباشرة، لكن الأبحاث تشير إلى مجموعة من العوامل المؤثرة، أبرزها:
- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة
- الإجهاد النفسي والصدمة النفسية: مثل التعرض لحوادث أو فقدان أو عنف
- العدوى الفيروسية: بعض الفيروسات قد تساهم في تحفيز المرض
- خلل في الجهاز العصبي المركزي: يؤدي إلى تفسير غير طبيعي للإشارات العصبية
- نمط حياة غير نشط: قلة الحركة تزيد من تفاقم الأعراض
لماذا تصيب فيبروميالجيا النساء أكثر من الرجال؟
تشير الإحصائيات العالمية الصادرة عن “منظمة الصحة العالمية (WHO)” و”الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم” إلى أن 80% إلى 90% من المصابين بفيبروميالجيا هم من النساء، خاصة في الفئة العمرية من 30 إلى 50 عامًا، ويُعتقد أن ذلك يعود إلى:
- التغيرات الهرمونية، مثل انخفاض مستوى الإستروجين
- استجابة النساء للألم تختلف عن الرجال على المستوى العصبي
- الضغط المجتمعي والأدوار المتعددة التي تقوم بها المرأة تزيد من العبء النفسي
طرق العلاج: الدوائية وغير الدوائية

أولاً: العلاج الدوائي
- مضادات الاكتئاب مثل (Duloxetine, Milnacipran)
أدوية مضادة للصرع مثل (Pregabalin, Gabapentin) - مسكنات خفيفة (Paracetamol, Tramadol)
- أدوية النوم لتحسين نوعية الراحة الليلي
ثانيًا: العلاج السلوكي والبدني
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد على التحكم بالأفكار السلبية وتقليل التوتر
- العلاج الطبيعي: تقوية العضلات وتمارين التمدد
- اليوغا والتأمل: تخفيف الضغط النفسي وتحسين المرونة
- التغذية الصحية: تقليل السكريات والمحفزات الالتهابية
- تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق والحمام الدافئ
ثالثاً: العلاج بالأعشاب والمكملات الطبيعية

- الكركم: مضاد طبيعي للالتهابات
- الزنجبيل: يساهم في تخفيف الألم وتحسين الدورة الدموية
- زيت المغنيسيوم: يُستخدم موضعيًا لتقليل التشنجات
- الأوميغا 3: تقلل من الالتهاب وتحسن وظائف الدماغ
- فيتامين D: نقصه مرتبط بزيادة شدة الألم
- الميلاتونين: لتحسين النوم وتنظيم الإيقاع البيولوجي
- فيتامين B12: يحسن من وظائف الأعصاب والطاقة
- CoQ10 هو مركب يساعد على تحسين إنتاج الطاقة داخل الخلايا، وبالتالي يقلل من الشعور بالتعب والإرهاق.
- 5-HTP هو مكمل يستخدم لتحسين المزاج والنوم، ويُعزز من إنتاج السيروتونين في الدماغ، مما يساهم في تقليل التوتر والألم.
- البروبيوتيك: يدعم صحة الأمعاء التي قد ترتبط بالمناعة والتهاب الأعصاب
شاهد أيضاً:
كم دقيقة يوميًا من التمارين الرياضية تحتاج لصحة مثالية؟
أفضل التمارين لشد الخصر وتحديد منحنيات الجسم
أفضل التمارين للتخفيف من آلام الحيض وتحسين الراحة البدنية