الصيام المتقطع هو نظام غذائي شائع يُستخدم لأغراض متعددة؛ منها فقدان الوزن وتحسين مستوى الصحة العامة، وعلى الرغم من فوائده، قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على الدورة الشهرية والصحة الإنجابية لدى النساء، إذا كنتِ تفكرين في تجربة الصيام المتقطع، من الضروري أن تكوني على دراية بكيفية تأثيره على جسمكِ بالإضافة لكيفية إدارة هذه التأثيرات لتحقيق أفضل النتائج.
ما هو الصيام المتقطع؟
الصيام المتقطع هو نظام غذائي يتضمن فترات منتظمة من الأكل والصيام، بحيث يتطلب هذا النظام الصيام اليومي لمدة معينة، مثل 16 ساعة، مع تخصيص فترة 8 ساعات لتناول الطعام، أو قد يشمل صومًا لمدة 24 ساعة كل يومين، وقد أثبتت الأبحاث، مثل تلك المنشورة في مجلة “طبيب الأسرة الكندي”عام 2020، أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون فعّالًا بشكل كبير في إدارة الوزن وعلاج السمنة.
هل يؤثر الصيام المتقطع على الدورة الشهرية والصحة الإنجابية؟
نعم، قد يؤثر الصيام المتقطع على الدورة الشهرية بطرق متعددة، وقد يسبب تأثيرات غير مرغوب فيها على الصحة الإنجابية، ومن أبرز هذه التأثيرات:
إليك أيضًا: خرافات شائعة عن الدورة الشهرية
التأثير على مستوى هرمون اللبتين
اللبتين هو هرمون بروتيني تُفرزه الخلايا الدهنية، ويساعد في تنظيم الشهية ومستويات الطاقة في الجسم، والصيام المتقطع قد يؤثر على مستويات اللبتين، مما قد يؤدي إلى اختلالات في هرمونات الإنجاب؛ فإن انخفاض مستويات اللبتين يمكن أن يعطل إفراز الهرمون المحرر لإفراز الهرمونات المنشطة للمناسل (GnRH)، والذي بدوره يؤثر على إنتاج هرمون اللوتين (LH) والهرمون المنشط للحوصلة (FSH) فهذان الهرمونان أساسيان لاتمام عملية للتبويض وانتظام الدورة الشهرية، وقد يؤدي هذا الاضطراب إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، مما قد يؤثر سلبًا على الخصوبة.
التأثير على مستويات الأنسولين والكورتيزول
إن الأنسولين يلعب دورًا هامًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، ويمكن أن يحسن الصيام المتقطع من حساسية الأنسولين، لكنه قد يؤثر أيضًا على هرمونات الإنجاب؛ فالتغيرات الكبيرة في مستويات الأنسولين قد تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، بالإضافة إلى ذلك، مستويات هرمون الكورتيزول الذي يعد هرمون ضغط، ومن الممكن أن يؤثر على الهرمونات التناسلية؛ فالزيادة في مستويات الكورتيزول بسبب الصيام قد تؤدي إلى زيادة التوتر، ومما قد يسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية.
آثار فقدان الوزن
كما لا ننسى أن العجز الكبير في السعرات الحرارية قد يؤدي إلى اختلالات هرمونية، مما يتسبب في اضطرابات في الدورة الشهرية؛ مثل عدم انتظامها أو انقطاعها لأشهر أو حتى سنوات كما تشير الدراسات.
هل يجب على النساء تجنب الصيام المتقطع؟
في الواقع، إن اتباع الصيام المتقطع أثناء الدورة الشهرية، أو قبلها أو بعدها، هو مسألة شخصية تعتمد على استجابة الجسم واحتياجات الصحة الفردية لكل سيدة على حدّة.
إليكِ بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار خلال اتباع الصيام المتقطع:
التباين الفردي
فالنساء يستجبن للصيام المتقطع بطرق مختلفة؛ فقد تجدين الصيام مريحًا وسهلاً، بينما قد تواجه سيدات أخريات صعوبة في اتباعه، خاصةً أثناء الدورة الشهرية، لكن إذا شعرتِ بالضعف أو التعب، فقد يكون من الضروري تعديل برنامجك أو إيقاف الصيام لفترة من الزمن.
احتياجات الطاقة والتغذية
قد تحتاج بعض النساء إلى كمية إضافية من السعرات الحراراية، أو تشعر بشهية أكبر للطعام خلال فترة الدورة الشهرية، لذا إن الاصرار على اتباع نظام الصيام المتقطع خلال هذه الفترة قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، مثل التعب وتقلبات المزاج والتقلصات؛ إذا لم تُلبِّ احتياجات الجسم من الطاقة والتغذية، لذلك، من المهم ضمان تناول كميات كافية من العناصر الغذائية والحفاظ على ترطيب الجسم، حيث قد يحد الصيام المتقطع من استهلاك العناصر الغذائية الضرورية، مما يؤثر بالسلب على الصحة العامة وصحة الدورة الشهرية.
نصائح لممارسة الصيام المتقطع بأمان:
- الحفاظ على الترطيب: احرصي على شرب كمية كافية من الماء خلال فترة الصيام؛ فالترطيب يساعد في الحفاظ على وظائف الجسم ويقلل من الشعور بالجوع والتعب.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالعناصر الغذائية: خلال فترات الأكل، ركزي على الأطعمة التي تحتوي على بروتينات ودهون صحية وكربوهيدرات معقدة؛ فهذا يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة ويدعم الصحة العامة للجسم.
- تجنب الأطعمة المعالجة: قللي من تناول الأطعمة المعالجة والوجبات الخفيفة السكرية، حيث يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في مستويات الطاقة، كما أنها لا تمنحك أي عناصر غذائية مهمة.
- مراقبة الاستجابة الفردية: راقبي كيفية استجابة جسمك للصوم؛ فإذا شعرتِ بأعراض مثل الدوخة أو التعب، قد يكون من الضروري تعديل خطة الصيام الخاصة بك.
- البدء تدريجياً: ابدئي بفترات صوم قصيرة ثم زيدي المدة تدريجيًا بعد أن يتأقلم جسمك عليه، قد يساعدكِ هذا في تقليل الآثار الجانبية للصيام.
يمكن أن يكون الصيام المتقطع مفيدًا لفقدان الوزن، ولكنه قد يؤثر أيضًا على الدورة الشهرية والصحة الإنجابية، لذا تأكدي من الحفاظ على الترطيب وتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية خلال فترات الأكل لدعم صحتك بشكل عام، والأهم من ذلك، استشيري طبيبك قبل بدء في نظام الصيام المتقطع، خاصةً إذا كانت لديكِ مخاوف تتعلق بدورتك الشهرية أو صحتك الإنجابية.
إليك أيضًا:
استراتيجيات فعّالة للحفاظ على صحتك وراحتك أثناء الدورة الشهرية
أسباب نزول الدورة الشهرية مرتين في شهر واحد
ما هي الطرق الآمنة لفقدان الوزن؟
طرق إنقاص الوزن: مخاطر الأساليب غير الصحية وأهمية النهج الآمن