يتصاعد اهتمام الكثيرين بالرغبة الدائمة في تناول السكر، ويُعتبر السكر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إلا أن هناك تصاعدًا في الوعي حول تأثيره الصحي، ويدعو الكثيرون إلى التفكير العميق في مدى تأثير السكر على صحتنا والسعي نحو خيارات غذائية أكثر صحة، ويسلط هذا المقال الضوء على هذه الرغبة المتزايدة في استهلاك السكر،واقتراج حلول تعمل على تحسين عادات التغذية وتقديم بدائل صحية لاستهلاك السكر الزائد.
شاهد أيضاً: 8 أسباب محتملة لألم الثدي
الأسباب الشائعة للرغبة الشديدة في تناول السكر:
1- العادات:
إن الرغبة الشديدة في تناول السكر غالبًا ما تكون نتيجة للتكيف مع مرور الوقت، وبمعنى آخر، إنها عادة، ويقول الدكتور كروبين: “لديك حافز، وسلوك، ومكافأة”، “وفي حالة الرغبة الشديدة في السكر، يمكن أن يكون الحافز هو إنهاء العشاء، والسلوك هو تناول الحلويات، والمكافأة هي ما تشعر به”، ويوضح الدكتور كروباين أن هرمون الشعور بالسعادة الذي يتم إطلاقه بعد الانغماس في الحلوى المفضلة لدينا يسمى الدوبامين، والهرمون الذي ينظم مستويات السكر في الدم يسمى الأنسولين، وعندما نأكل السكر، يرتفع الأنسولين في الأجزاء البدائية من دماغنا، وهو مسار المكافأة لدينا.
وهذا يسبب زيادة في إفراز الدوبامين، مما يجعلنا نشعر بالارتياح ويحول سلوكنا في تناول السكر إلى عادة، ونتيجة لذلك، نتعلم أنه في كل مرة نتناول فيها وجبة (أو أي شيء آخر)، إذا انخرطنا في سلوك تناول السكر، فسنشعر بالارتياح”.
- حل الرغبة الشديدة في تناول السكر: استبدل عادتك بعادة أخرى، إما نشاطًا ممتعًا أو طعامًا خاليًا من السكر.
للتخلص من عادة الإفراط في تناول الحلويات بعد تناول الطعام، يقترح الدكتور كروبين إيجاد عادة صحية بديلة بعد العشاء “لإعادة برمجة دماغك”، لأنه عندما تتخلص من عادة ممتعة، فإن عقلك سوف يفتقدها حقًا، مما يجعل الرغبة الشديدة في تناول الطعام أكثر حدة ويصعب إيقافها، وامنح نفسك نشاطًا أو متعة أخرى بدلاً من الحلوى: يمكن أن يشمل ذلك التحدث مع صديق عبر الهاتف، أو الاستمتاع ببرنامجك المفضل، أو أخذ حمام مريح، وإذا كنت تشعر أنك لا تزال بحاجة إلى شيء ما لتستهلكه، تناول بعض الفاكهة (هذه أطعمة كاملة ومصادر طبيعية للسكر توفر أيضًا الكثير من الألياف لتهدئة ارتفاع السكر)، واصنع لنفسك كوبًا من الشاي منزوع الكافيين، أو تناول حصّة من المكسرات، كما أن الحلويات عالية الجودة (بدون المواد الاصطناعية) يمكن أن تكون مرضية تمامًا مثل الحلويات ذات الجودة المنخفضة.
2- صحة الأمعاء ومشاكل الجهاز الهضمي:
قد يكون ضعف صحة الأمعاء والتهاب الأمعاء ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى سببًا آخر للرغبة الشديدة في تناول السكر، وتوضح الدراسات أن بكتيريا الأمعاء المسببة للأمراض تتغذى على السكر باعتباره أحد مصادرها الغذائية، لذا فإن الرغبة الشديدة هي في الواقع البكتيريا التي تشير إلى رغبتها في تكاثر طعامها، وتظهر بعض الدراسات أن غياب بعض البكتيريا المفيدة (بما في ذلك Lactobacillus johnsonii) ) يمكن أيضًا أن يسبب الرغبة الشديدة، ربما من خلال تقليل إنتاج GABA.
- حل الرغبة الشديدة في تناول السكر: تحسين صحة الميكروبيوم المعوي لديك.
يمكنك إجراء العديد من التعديلات على نمط حياتك لتحسين صحة ميكروبيوم الأمعاء بشكل طبيعي، أهمها تناول الطعام لدعم وتعزيز صحة الأمعاء، والطرق الرئيسية للقيام بذلك تشمل تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف، وتناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك (فكر في: الأطعمة المخمرة كالألبان )، وتناول الطعام لتقليل الالتهاب (تجنب الأشياء الالتهابية وتحديد الأولويات)، وأشياء مضادة للالتهابات).
ولكن على غرار الطريقة التي يجب عليك بها دائمًا استشارة الطبيب إذا كنت تفتقر إلى العناصر الغذائية المهمة، فإن الجهاز الهضمي الخاص بك يستحق أيضًا الاهتمام المهني إذا كان تغيير نظامك الغذائي وبيئتك لا يساعد في قمع الرغبة الشديدة في تناول السكر المرتبط بصحة الأمعاء، وقد يقترح طبيبك إجراء اختبار للمساعدة في تحديد فرط نمو بكتيريا الأمعاء الضارة، وفي النهاية المساعدة في استعادة التوازن المناسب في الميكروبيوم لديك.
3- خلل في هرمونات الجوع:
هناك سبب آخر قد يجعلك تتوق دائمًا لتناول الحلوى وهو هرمون الجوع الجريلين، يقول الدكتور أنغيرلايدر : ” أظهرت الأبحاث أن مستويات الجريلين تزيد استجابةً لتناول السكر وقد تساهم في تطوير الرغبة الشديدة في تناول السكر”، ومع ذلك، تشير إلى أنه “على الرغم من أن الجريلين قد يلعب دورًا في تنظيم الرغبة الشديدة في تناول السكر، إلا أنه ليس العامل الوحيد الذي يلعب دورًا”.
- حل الرغبة الشديدة في تناول السكر: حاول الحفاظ على نظام غذائي متوازن وأكثر تغذية.
للحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم، يقترح الدكتور أنغيرلايدر اختيار نظام غذائي يتضمن مزيجًا من الكربوهيدرات المعقدة والبروتين والدهون الصحية، وتوضح قائلة: ” الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، ويمكن أن تساعد في إبطاء امتصاص السكر في مجرى الدم، مما يمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم”، “كما أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين، مثل اللحوم الخالية من الدهون والفاصوليا والبقوليات، يمكن أن تساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم عن طريق إبطاء عملية الهضم وتعزيز الشعور بالامتلاء،” بالإضافة إلى ذلك، توفر المكسرات والبذور والأفوكادو دهونًا صحية (غير مشبعة)، والتي يمكن أن تساعد في استقرار نسبة السكر في الدم عن طريق إبطاء امتصاص الجلوكوز في مجرى الدم.
4- انخفاض مستويات السيروتونين:
إذا سبق لك أن تساءلت عن سبب شعورك بالحاجة إلى تناول الآيس كريم بعد يوم شاق، فقد يكون لذلك علاقة بمستويات السيروتونين لديك، يساعد السيروتونين على تنظيم الحالة المزاجية، لذلك فمن المنطقي تمامًا أن أجسامنا تتوق إليه في حالات القلق والتوتر والإكتئاب.
ويوضح الدكتور أنغرلايدر: “لقد تم ربط المستويات المنخفضة من الناقل العصبي السيروتونين بالرغبة الشديدة في تناول السكر، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأعراض الأخرى مثل اضطرابات المزاج والقلق واضطرابات النوم”، “من المعروف أن السيروتونين يلعب دورًا في تنظيم الشهية وتناول الطعام، وكذلك المزاج والمشاعر العامة للرفاهية.”
- حل الرغبة الشديدة في السكر: ابحث عن طرق صحية ومستدامة لإدارة التوتر والقلق.
إن التحكم في القلق والتوتر يمكن أن يساعد بالتأكيد في الحد من الرغبة الشديدة في تناول السكر، “إحدى الإستراتيجيات هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتي ثبت أنها تحسن الحالة المزاجية وتقلل من مستويات التوتر، ويقول الدكتور أنغيرلايدر: “يمكن أن تكون تمارين التأمل والتنفس العميق فعالة أيضًا في تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء”، “إن طلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو أخصائي الصحة العقلية يمكن أن يكون مفيدًا لإدارة القلق والتوتر وتقليل احتمالية الانخراط في سلوكيات غير صحية مثل الإفراط في تناول الطعام.”
5- قلة النوم:
إن الحرمان من النوم قد يساهم في الرغبة الشديدة في تناول السكر، ويقول الدكتور كروبين: “إن قلة النوم مرتبطة بالإفراط في تناول الطعام، وخاصة الإفراط في تناول الوجبات السريعة، وحاول أن تحصل على حوالي ثماني ساعات من النوم في الليلة حتى تقل احتمالية الإفراط في تناول الحلويات السكرية.”
- حل الرغبة الشديدة في تناول السكر: قم بإنشاء روتين ثابت ومريح قبل النوم.
بعض النصائح للحصول على نوم أفضل أثناء الليل : مارس التمارين الرياضية بانتظام، ولكن لا تمارس الرياضة قبل ساعتين أو ثلاث ساعات من موعد النوم، تجنب أخذ قيلولة أثناء النهار لمدة أطول من 20 دقيقة، وحاول الاستيقاظ والذهاب إلى السرير في نفس الوقت كل يوم، ولا تستخدم هاتفك قبل ساعة من وقت النوم، وإذا كنت لا تزال تواجه مشكلة في النوم أو الاستمرار فيه، فقد تكون مصابًا بالأرق، تحدث إلى طبيبك الذي سيكون قادرًا على توجيهك إلى أخصائي النوم و/أو وصف حلول نوم إضافية.
6- نقص العناصر الغذائية:
إذا وجدت نفسك تشعر بالدوار دون تناول السكر أو لديك رغبة شديدة ومزمنة في تناول السكر، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة غذائية حقيقية، وعلى سبيل المثال، قد تنبع الرغبة الشديدة في تناول السكر غير القابلة للتغيير من خلل في توازن السكر في الدم، مثل نقص السكر في الدم، وعندما يفتقر جسمك إلى معادن معينة تشارك في تنظيم مستويات الأنسولين، فقد يؤثر ذلك أيضًا على رغبتك في تناول الحلويات.
وعلى سبيل المثال، إذا لم يحصل جسمك على ما يكفي من المغنيسيوم، فسيواجه مشكلة في جلب الطاقة إلى الخلايا ويتوق إلى السكر للمساعدة في رفع مستويات الطاقة.
حل الرغبة الشديدة في تناول السكر: استشر طبيبًا و/أو اختصاصي تغذية معتمدًا.
سواء كان الأمر يتعلق بنقص غذائي أو مشكلة صحية أعمق، فمن الأفضل استشارة أحد المتخصصين الذين يمكنهم المساعدة في تحديد ما ينقصك، ومقدار ما تحتاجه، والتأكد من أن نقص العناصر الغذائية لا يؤدي إلى مزيد من المشاكل.
أشياء صحية يجب تناولها عندما تشعر بالرغبة الشديدة في تناول السكر:
- الفاكهة الطازجة: نظرًا لأن الفاكهة تحتوي على السكر الطبيعي، فإنها يمكن أن ترضي الرغبة الشديدة في تناول الطعام مع توفير الكثير من الألياف والمغذيات الدقيقة.
- المكسرات والبذور: إذا كنت تبحث عن بعض البروتين الإضافي والدهون الصحية والألياف، فإن المكسرات والبذور مليئة بهذه العناصر الغذائية وتعزز الشعور بالامتلاء.
- الزبادي اليوناني : على غرار الطريقة التي تحفز بها المكسرات والبذور الشعور بالامتلاء، يقدم الزبادي اليوناني أيضًا هذه الميزة، إلى جانب توفير الكثير من البروتين والبروبيوتيك الصديق للأمعاء والفيتامينات والكالسيوم.
- الشوكولاتة الداكنة: تحتوي الشوكولاتة الداكنة على نسبة سكر أقل من شوكولاتة الحليب وتحتوي على مضادات الأكسدة وغيرها من المركبات المفيدة التي يمكن أن تعزز الصحة، وإذا كنت بحاجة ماسة إلى بعض الشوكولاتة، فاختر الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 70% من الكاكاو على الأقل.
- مقرمشات الحبوب الكاملة مع الجبن: قم بشراء مقرمشات الحبوب الكاملة وإضافتها مع الجبن، حيث توفر مجموعة الوجبات الخفيفة هذه الكثير من البروتين والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة لإشباع الجوع.
شاهد أيضاً:
ما هي أسباب صلع النساء من الأمام؟
تعرف على أهم فوائد خل التفاح للشعر
تصنيفات الأساسية لصبغات الشعر
5 خلطات طبيعية لتفتيح لون الشعر